للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيقول له رجل: ما الذي تطلب؟ فيقول: حسنة واحدة فلقد مررت بقوم لهم منها آلاف، فبخلوا علي، فيقول له الرجل: لقد لقيت الله تعالى فما وجدت في صحيفتي إلا حسنة واحدة وما أظنها تغني (١) عني شيئًا، خذها هبة مني إليك، فينطلق بها فرحًا مسرورًا، فيقول المَلِكُ (٢) له: ما بالك؟ وهو أعلم، فيقول: يا رب أنفق من أمري كيت وكيت (٣)، ثم ينادي سبحانه بصاحبه الذي وهبه الحسنة فيقول له سبحانه: كرمي أوسع من كرمك، خذ بيد أخيك وانطلقا إلى الجنة، وكذا تسوى كفتا الميزان لرجل، فيقول الله تعالى له: لست من أهل الجنة ولا من أهل النار، فيأتي المَلك بصحيفته فيضعها في كفة الميزان فيه مكتوب "أفٍ" فترجح على الحسنات؛ لأنها كلمة عقوق ترجح بها جبال الدنيا، فيؤمر به إلى النار، قال: فيطلب الرجل أن يرده الله تعالى، فيقول: ردوه، فيقول له: أيها العبد العاق: لأي شيء تطلب الرد إليّ؟ فيقول: إلهي رأيت أني سائر إلى النار، وإذ لا بد لي منها وكنت عاقًا لأبي وهو سائر إلى النار مثلي، فضعِّف علي به عذابي وأنقذه منها، قال: فيضحك الله تعالى ويقول: عققته في الدنيا وبررته في الآخرة، خذ بيد أبيك وانطلقا إلى الجنة" (٤).

[فصل]

ذكر الله تعالى الميزان في كتابه بلفظ الجمع وجاءت السنة بلفظ الإفراد والجمع، فقيل: يجوز أن يكون هناك موازين للعامل الواحد، يوزن بكل


(١) في (ظ): أغنت.
(٢) في (ع، كشف علوم الآخرة): فيقول الله.
(٣) في (كشف علوم الآخرة): كان من أمري كذا وكذا.
(٤) ما أورده المصنف من نصوص يفهم منها أن بعض الأشخاص يعملون أعمالًا بعد البعث والنشور ووقت الحساب يجزيهم بها الله تعالى الجنة، خلاف المعلوم من أحوال الآخرة، فالآخرة ليست دار تكليف وإنما هي دار جزاء وحساب، وإنما تنفع الأعمال الصالحة من برٍ ونحوه في دار الدنيا.

<<  <  ج: ص:  >  >>