للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمن رجحت حسناته على سيئاته مثقال صؤابة (١) دخل الجنة، ومن رجحت سيئاته على حسناته مثقال صؤابة دخل النار، قيل: يا رسول الله فمن استوت حسناته وسيئاته؟ قال: أولئك أصحاب الأعراف ﴿لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ﴾ " [الأعراف: ٤٦].

وذكر ابن المبارك (٢) قال: أخبرنا أبو بكر الهذلي عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن مسعود قال: "يحاسب الناس يوم القيامة، فمن كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة، ومن كانت سيئاته أكثر من حسناته بواحدة دخل النار، ثم قرأ ﴿فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٨) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ (٩)[الأعراف: ٨ - ٩]، ثم قال: إن الميزان يخف بمثقال حبة أو يرجح، قال: ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف وذكر الحديث.

وقال كعب الأحبار (٣): "إن الرجلين كانا صديقين في الدنيا فيمر أحدهما بصاحبه وهو يجر إلى النار، فيقول له أخوه: والله ما بقي لي إلا حسنة أنجو بها، خذها أنت يا أخي فتنجوا بها مما أرى وأبقى أنا وإياك من أصحاب الأعراف، قال: فيأمر الله بهما جميعًا فيدخلان الجنة".

وذكر أبو حامد في كتاب كشف علم الآخرة (٤): "أنه يؤتى برجل يوم القيامة فما يجد حسنة يرجح بها ميزانه، وقد اعتدلت بالسوية، فيقول الله تعالى (٥) رحمة منه: اذهب في الناس فالتمس من يعطيك حسنة أدخلك بها الجنة، فيصير يجوس خلال العالمين (٦)، فما يجد أحدًا يكلمه في ذلك الأمر إلا يقول له: خِفْتُ أن يخف ميزاني فأنا أحوج إليك منك إليها، فييأس (٧)،


(١) في (جميع النسخ): صوابة، وقد تقدم شرح الكلمة وتصويبها ص (٧٢٦).
(٢) في الزهد له ص (١٢٣ - ١٢٤)، ح ٤١١؛ والطبري في تفسيره ٨/ ١٩٠ - ١٩١.
(٣) لم أقف على من ذكر قوله.
(٤) ص (١٠٧ - ١٠٩).
(٥) في (ع): فيقول الله تعالى له.
(٦) في (ع): الناس.
(٧) هكذا بالأصل، ولعله: ييأس.

<<  <  ج: ص:  >  >>