للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأبادر من شدة إشفاقي عليهم وجبريل آخذ بحجزتي فأنادي رافعًا صوتي: يا رب أمتي أمتي، لا أسألك اليوم نفسي ولا فاطمة ابنتي، والملائكة قيام على يمين الصراط ويساره وهم ينادون (١): رب سلم سلم، وقد عظمت الأهوال واشتدت الأوجال، والعصاة يتساقطون عن اليمين والشمال والزبانية يتلقونهم بالسلاسل والأغلال وينادونهم: أما نهيتم عن كسب الأوزار؟ أما خوفتم من عذاب النار (٢)؟ أما أنذرتم كل الإنذار؟ أما جاءكم النبي المختار"، ذكره أبو الفرج الجوزي (٣) أيضًا في كتاب روضة المشتاق والطريق إلى الملك الخلاق (٤).

فتفكر الآن فيما يحل بفؤادك إذا رأيت الصراط ودقته ثم وقع بصرك على جهنم من تحته ثم قرع سمعك شهيق النار وتغيظها، وقد كلفت أنك تمشي على الصراط مع ضعف حالك واضطراب قلبك وتزلزل قدمك وثقل ظهرك بالأوزار المانعة لك من المشي على بساط الأرض فضلًا على حدة الصراط، وكيف بك إذا وضعت عليه إحدى رجليك فأحسست بحدته واضطررت إلى أن ترفع القدم الثاني والخلائق بين يديك يزلون ويعثرون وتتناولهم زبانية النار (٥) بالخطاطيف والكلاليب وأنت تنظر إليهم كيف ينكسون فتستفل (٦) إلى جهة النار وجوههم (٧)، وتعلو أرجلهم، فيا له من منظر ما أفظعه، ومرتقى ما أصعبه، ومجازًا ما أضيقه.

[فصل]

ذهب بعض من تكلم على أحاديث هذا (٨) الباب في وصف الصراط بأنه


(١) في (ع): وينادون.
(٢) في (ع، ظ): أما خوفتم عذاب النار.
(٣) هكذا في (الأصل) و (ع)، وفي (ظ): ذكره أبو الفرج، وسبق التنبيه قريبًا على أنه خطأ.
(٤) (والطريق إلى الملك الخلاق): ليست في (ع، ظ).
(٥) في (ع): زبانية العذاب.
(٦) في (ع، ظ): فتسفل.
(٧) في (ع): رؤوسهم.
(٨) (هذا): ليست في (ظ).

<<  <  ج: ص:  >  >>