للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العذاب، فهو يرى أقصاها كما يرى أدناها ـ فقالوا: {يا مالك ليقض علينا ربك} .

قال: اسألوا الموت، فسكت عنهم لا يجيبهم ثمانين سنة.

قال: والسنة ستون وثلاثمائة يوم، والشهر ثلاثون يوماً، واليوم {كألف سنة مما تعدون} .

ثم لحظ إليهم بعد الثمانين فقال: {إنكم ماكثون} .

فلما سمعوا منه ما سمعوا وأيسوا مما قبله، قال بعضهم لبعض: يا هؤلاء إنه قد نزل بكم من البلاء والعذاب ما قد ترون، فهلم فلنصبر فلعل الصبر ينفعنا كما صبر أهل الطاعة على طاعة الله فنفعهم الصبر إذ صبروا، فأجمعوا رأيهم على الصبر فصبروا فطال صبرهم، ثم جزعوا فنادوا: {سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص} أي من منجى.

قال: فقام إبليس عند ذلك فقال: {إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم} إلى قوله: {ما أنا بمصرخكم} يقول: بمغن عنكم شيئاً {وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل} .

قال: فلما سمعوا مقالته مقتوا أنفسهم، قال فنادوا {لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم} إلى قوله: {فهل إلى خروج من سبيل} .

قال: فرد عليهم ذلك بأنه {إذا دعي الله وحده كفرتم، وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير} .

قال: فهذه واحدة: فنادوا الثانية {فارجعنا نعمل صالحاً إنا موقنون} .

قال: فيرد عليهم {ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها} .

يقول: لو شئت لهديت الناس جميعاً فلم يختلف منهم أحد {ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين * فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنا نسيناكم وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعملون} .

قال: فهذه اثنتان، فنادوا الثالثة: {ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل} .

فيرد عليهم: {أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما

<<  <   >  >>