للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل]

قوله: "ويل للعرب من شر قد اقترب"، قد تقدم (١) معنى الويل والمراد به (٢) هنا الحزن، قاله: ابن عرفة (٣)، فأخبر بما يكون بعده من أمر العرب وما يستقبلهم من الويل والحرب، وقد وجد ذلك بما استؤثر عليهم به من الملك والدولة والأموال والإمارة فصار ذلك في غيرهم من التُرك والعجم وتشتتوا في البوادي بعد أن كان العز والملك والدنيا لهم ببركته وما جاءهم به من الدين والإسلام، فلما لم يشكروا النعمة وكفروها بقتل بعضهم بعضًا وسلب بعضهم أموال بعض سلبها الله منهم ونقلها إلى غيرهم، كما قال: ﴿وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ﴾ [محمد: ٣٨].

ولهذا لما قالت زينب في سياق الحديث: "أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث".

[فصل]

قال علماؤنا رحمة الله عليهم: قولها: "أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث"، دليل على أن البلاء قد يرفع عن غير الصالحين إذا كثر الصالحون".

فأما إذا كثر المفسدون وقلَّ الصالحون هلك المفسدون والصالحون معهم إذا لم يأمروا بالمعروف (٤) ويكرهوا ما صنع المفسدون (٥)، وهو معنى قوله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً﴾، بل يعم شؤمها من تعاطاها ومن رضيها، هذا بفساده وهذا برضاه وإقراره [على ما نبينه] (٦).


(١) ص (٨٧١).
(٢) (به): ليست في (ع، ظ).
(٣) علي بن محمد بن أحمد الجرجاني، أبو الحسن، يعرف بابن عرفة، حدث عن ابن عدي، بقي حتى حدود ٤٢٠ هـ، السير ١٧/ ٤٢١.
(٤) (بالمعروف): ليست في (ع، ظ).
(٥) (ما صنع المفسدون): ليست في (ع، ظ).
(٦) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ).

<<  <  ج: ص:  >  >>