للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العاص قال: "يأتي على النار زمان تخفق أبوابها (١) ليس فيها أحد، يعني من الموحدين، هكذا رواه موقوفًا من قول عبد الله بن عمرو، وليس فيه ذكر النبي [ومثله لا يقال من جهة الرأي فهو مرفوع، والله أعلم] (٢).

[فصل]

قد تقدم (٣) أن الموت معنى والكلام في ذلك وفي الأعمال وأنها لا تنقلب جوهرًا بل يخلق الله أشخاصًا من ثواب الأعمال، وكذلك الموت يخلق الله كبشًا يسميه الموت ويلقي في قلوب الفريقين أن هذا الموت ويكون ذبحه دليلًا على الخلود في الدارين (٤)، وقال الترمذي (٥): والمذهب في هذا عند أهل العلم من الأئمة مثل سفيان الثوري، ومالك بن أنس، وابن المبارك وابن عيينة ووكيع، وغيرهم أنهم رووا هذه الأشياء وقالوا: تروى هذه الأحاديث ولا يقال كيف، وهذا الذي اختاره أهل الحديث أن تروى هذه الأشياء، ويؤمن بها ولا تفسر ولا تتوهم ولا يقال كيف؟ وهذا أمرُ أهلٍ العلم الذي اختاروه وذهبوا إليه (٦).

[قال المؤلف : وإنما يؤتى بالموت كالكبش والله أعلم لما جاء أن ملك الموت أتى آدم في صورة كبش أملح قد نشر أجنحته أربعة آلاف جناح على ما تقدم (٧) أول الكتاب في باب ما جاء في صفة ملك الموت عند قبض روح المؤمن والكافر وفي التفسير في سورة الملك عن ابن عباس


(١) في (ع، ظ): تخفق الرياح أبوابها، والأصل متوافق مع مصدر المؤلف.
(٢) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ).
(٣) ص (٣٨٦، ٩٢٤).
(٤) وقد تقدم أيضًا الرد على هذا المعنى الذي ذكره المؤلف عن ذبح الموت، انظر: ص (٣٨٦، ٩٢٤).
(٥) في جامعه ٤/ ٦٩١.
(٦) سبحان الله يروي المصنف مذهب السلف وأئمة أهل العلم في مثل هذه الغيبيات، ثم يقرر خلافه، هذا أمر في غاية العجب.
(٧) ص (٢٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>