للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومقاتل والكلبي في قوله تعالى: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ﴾ فإن الموت والحياة جسمان فجعل الموت في هيئة كبش لا يمر بشيء ولا يجد ريحه إلا مات، وخلق الحياة على صورة فرس بَلْقاء (١)، وهي التي كان جبريل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام يركبونها، خطوها مد البصر، فوق الحمار ودون البغل، لا تمر بشيء ولا يجد ريحها إلا حيي، ولا تطأ على شيء إلا حيي، وهي التي أخذ السامري من أثرها فألقاها على العجل فحيي، حكاه الثعلبي والقشيري عن ابن عباس والماوردي (٢) عن مقاتل والكلبي] (٣).

ومعنى يشرئبون: يرفعون رؤوسهم. والأملح من الكباش الذي يكون فيه بياض وسواد والبياض أكثر قاله الكسائي، وقال ابن الأعرابي (٤): هو النقي البياض، وذكر صاحب خلع النعلين أن هذا الكبش المذبوح بين الجنة والنار أن الذي يتولى ذبحه يحيى بن زكريا (٥) بين يدي النبي وبأمره الأكرم، وذكر في ذبحه كلامًا مناسبًا لحياة أهل الجنة وحياة أهل النار، وذكر صاحب كتاب العروس (٦) أن الذي يذبحه جبريل ، والله أعلم؛ تم كتاب النار، بحمد الله العزيز الغفار، أجارنا الله منها بمنه وفضله وكرمه لا رب غيره (٧).


(١) (بلقاء): ليست في (ظ).
(٢) في تفسيره ٦/ ٥٠.
(٣) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ).
(٤) إمام اللغة، أبو عبد الله محمد بن زياد بن الأعرابي، الهاشمي مولاهم، النسابة، قال ثعلب: انتهى إليه علم اللغة والحفظ، قال الأزهري: حفظ ما لم يحفظه غيره، مات سنة ٢٣١ هـ، السير ١٠/ ٦٨٧.
(٥) ذبح يحيى بن زكريا أمر توقيفي، ولم أقف على دليل يدل عليه.
(٦) هو الثعلبي وكتابه مخطوط. انظر ص (٢٣٤).
(٧) في (ع): لا رب سواه، وفي (ظ): لا رب سواه ولا معبود إلا إياه، لا إله إلا هو العزيز الغفار وحسبنا الله ونعم الوكيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>