للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتعظيم لأمرها كما قال: دويهية تصفر منها الأنامل، أي: هذه الفتنة سوداء مظلمة. ودلت أحاديث هذا الباب على أن الصحابة رضوان الله عليهم كان عندهم من علم الكوائن إلى يوم (١) القيامة العلم الكثير لكن لم يشيعوها إذ ليست من أحاديث (٢) الأحكام، وما كان فيه شيء من ذلك حدثوا به وتقصوا عنه.

وقد روى البخاري (٣) عن أبي هريرة قال: حفظت من رسول الله وعاءين: أما أحدهما فبثثته، وأما الآخر فلو بثثته قطع (٤) هذا البلعوم. قال أبو عبد الله: البلعوم: مجرى الطعام، والفسطاط الخيمة الكبيرة، وتسمى مدينة مصر الفسطاط، والمراد به في هذا الحديث الفرقة المجتمعة المنحازة عن الفرقة الأخرى تشبيهًا بانفراد الخيمة عن الأخرى، وتشبيهًا بانفراد المدينة عن الأخرى حملًا على تسمية مصر بالفسطاط، والله أعلم.

[باب ذكر الفتنة التي تموج موج البحر]

وقول النبي : "هلاك أمتي على يد أغيلمة من سفهاء قريش"

ابن ماجه (٥) عن شقيق عن حذيفة قال: كنا جلوسًا عند عمر بن الخطاب فقال: أيكم يحفظ حديث رسول الله في الفتنة؟ قال حذيفة: فقلت: أنا، فقال: إنك لجريء، قال: كيف [قال] (٦)؟ قال: سمعته يقول: "فتنة الرجل في أهله وولده (٧) وجاره تكفرها الصلاة والصيام والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقال عمر : ليس هذا أريد، إنما أريد التي تموج موج البحر، قال: ما لك ولها يا أمير المؤمنين إن بينك وبينها بابًا مغلقًا،


(١) نهاية البياض الذي في الأصل.
(٢) في (الأصل): حديث، وما أثبته من (ع، ظ).
(٣) في صحيحه ١/ ٥٦، ح ١٢٠.
(٤) في (ظ): لقطع.
(٥) في سننه ٢/ ١٣٠٥، ح ٣٩٥٥، صححه الألباني، صحيح ابن ماجه ٢/ ٣٥٣، ح ٣١٩٤.
(٦) ما بين المعقوفتين من (سنن ابن ماجه).
(٧) في (ع، ظ): وماله بدل: وولده، والأصل متوافق مع سنن ابن ماجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>