للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشمس فأخبرنا بما كان وما هو كائن فأعلمنا أحفظنا"، خرّجه مسلم (١).

وروى الترمذي (٢) من حديث أبي سعيد الخدري قال: "صلى بنا رسول الله صلاة العصر بنهار ثم قام خطيبًا (٣)، فلم يدع شيئًا يكون إلى قيام الساعة إلا أخبرنا به حفظه من حفظه، ونسيه من نسيه"، فظاهر هذا أن ذلك المقام كان من بعد العصر لا قبل ذلك وهذا تعارض، فيجوز أن يكون ذلك كله في يومين، فيوم خطب فيه من بعد العصر، ويوم قام فيه خطيبًا [كله] (٤)، ويجوز أن تكون الخطبة من بعد صلاة الصبح إلى غروب الشمس كما في حديث أبي زيد، واقتصر بعض الرواة في الذكر على ما بعد العصر كما في حديث أبي سعيد وفيه بعد والله أعلم.

وقوله: "حتى ذكر فتنة الأحلاس"، قال الخطابي (٥): "إنما أضيف (٦) الفتنة إلى الأحلاس لدوامها وطول لبثها، يقال للرجل إذا كان يلزم بيته بيته لا يبرح منه: هو حلس (٧) بيته. ويحتمل أن تسمى هذه الفتنة بالأحلاس لسوادها وظلمتها، والحرب ذهاب الأهل والمال، يقال: حرب الرجل فهو حريب إذا سلب أهله وماله، ومن هذا المعنى أخذ لفظ الحرب لأن فيها ذهاب النفوس والأموال والله أعلم.

والدخن: الدخان، يريد أنها تثور كالدخان من تحت قدميه.

وقوله: "كورك على ضلع" مَثَلٌ، ومعناه: الأمر الذي لا يثبت ولا يستقيم، يريد أن هذا الرجل غير خليق للملك.

والدهيماء: تصغير الدهماء، وصغَّرها على معنى المذمة لها (٨)


(١) في صحيحه ٤/ ٢٢١٧، ح ٢٨٩٢.
(٢) في جامعه ٤/ ٤٨٣، ح ٢١٩١، ضعفه الألباني، انظر: ضعيف الترمذي ص (٢٤٧ - ٢٤٩)، ح ٣٨٥.
(٣) في (ظ): ثم خطبنا.
(٤) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ).
(٥) في غريب الحديث له ١/ ٢٨٧.
(٦) في (ع): أضيفت.
(٧) في (ع، ظ): حليس، والأصل يتوافق مع غريب الخطابي.
(٨) من هنا يبدأ بياض الكلمات والأحرف في الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>