للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبلكم فقد وهبته لكم، وبقيت التبعات فتواهبوها فيما (١) بينكم وادخلوا الجنة برحمتي" (٢).

وروي أن أعرابيًا سمع ابن عباس يقرأ: ﴿وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا﴾ [آل عمران: ١٠٣] فقال الأعرابي: والله ما أنقذهم منها وهو يريد أن يوقعهم فيها، فقال ابن عباس : خذوها من غير فقيه.

وقال الصنابحي: دخلت على عبادة بن الصامت وهو في الموت فبكيت، فقال: مهلًا، لِمَ تبكي؟ فوالله ما من حديث سمعته من رسول الله لكم فيه خير إلا حدثتكموه إلا حديثًا واحدًا، وسوف أحدثكموه اليوم، وقد أحيط بنفسي، سمعت رسول الله يقول: "من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله حرم الله عليه النار"، خرّجه مسلم (٣).

والأخبار بهذا المعنى كثيرة، خرجها البخاري (٤) ومسلم وغيرهما من الأئمة (٥).

وخرج مسلم (٦) عن سلمان (٧) قال: قال رسول الله : "إن الله خلق يوم خلق السموات والأرض مائة رحمة، كل رحمة طباق ما بين السموات والأرض، فجعل منها في الأرض رحمة واحدة، فبها تعطف الوالدة على ولدها والوحش والطير بعضها على بعض، وإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة"، أخرجه ابن ماجه (٨) من حديث أبي سعيد .

وفي بعض طرق أبي هريرة : "فإذا كان يوم القيامة رد هذه الرحمة (٩)


(١) (فيما): ليست في (ظ).
(٢) أخرجه الديلمي في الفردوس بمأثور الخطاب ٥/ ٤٩٦، ح ٨٨٧٢، تحقيق السعيد زغلول، دار الكتب العلمية بيروت، ط. الأولى سنة ١٩٨٦ م.
(٣) في صحيحه ١/ ٥٧، ح ٢٩.
(٤) في صحيحه ٥/ ٢٣٦٠، ح ٦٠٥٩.
(٥) الترمذي في جامعه ٥/ ٢٣، ح ٢٦٣٨؛ وأبو عوانة في مسنده ١/ ٢٦، ح ٢٦.
(٦) في صحيحه ٤/ ٢١٠٩، ح ٢٧٥٣.
(٧) في (ع، ظ): من حديث سلمان.
(٨) في سننه ٢/ ١٤٣٥، ح ٤٢٩٣، صححه، صححه الألباني، انظر صحيح ابن ماجه ٢/ ٤٢٧، ح ٣٤٦٦.
(٩) (الرحمة): ليست في (ع، ظ)، والأصل متوافق مع المسند.

<<  <  ج: ص:  >  >>