للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وباطية (١) خمر، فقالت: والله إني (٢) ما دعوتك للشهادة ولكن دعوتك لتقع عليَّ أو تشرب من هذا (٣) الخمر كأسًا أو تقتل هذا الغلام، قال: فاسقني من هذا الخمر (٤) فسقته كأسًا (٥)، قال: زيدوني (٦) فلم يَرِمْ (٧) حتى وقع عليها، وقتل النفس، فاجتنبوا الخمر فإنه (٨) والله لا يجتمع الإيمان وإدمان الخمر إلا ويوشك (٩) أن يخرج أحدهما صاحبه".

ويروى أن رجلًا أسيرًا (١٠) مسلمًا وكان حافظًا للقرآن خُصَّ بخدمة راهبين فحفظا منه آيات كثيرة لكثرة تلاوته، فأسلما الراهبان (١١) وتنصر المسلم، وقيل له: ارجع إلى دينك فلا حاجة لنا فيمن لم يحفظ دينه، قال: لا أرجع إليه أبدًا فقتل، وفي الخبر قصة والحكايات (١٢) في هذا الباب كثيرة، فنسأل الله السلامة والموت (١٣) على الشهادة.

وأنشدوا (١٤):

قد جرت الأقلام في ذا (١٥) الورى … بالختم من أمر العليم الحكيم

فمن (١٦) سعيد وشقي ومن … مُثْرٍ من المال وعارٍ عديم


(١) الباطية: إناء وهو الناجود، الصحاح ٦/ ٢٢٨١، والناجود: كل إناء يجعل فيه الشراب من جفنة وغيرها، الصحاح ٢/ ٥٤٣.
(٢) في (ع، ظ): إني والله.
(٣) في النسائي: هذه.
(٤) في (ظ): من هذا الخمر كأسًا.
(٥) (فسقته كأسًا): ليست في (ظ).
(٦) في (الأصل): وزيدي، والتصويب من (ع، ظ، وسنن النسائي).
(٧) في (الأصل): لم يزل، وما أثبته من (ع، ظ، سنن النسائي) ولم يرم: أي لم يبرح، الصحاح ٥/ ١٩٣٩.
(٨) في (ع، ظ): فإنها.
(٩) في (ظ): يوشك.
(١٠) في (ظ): اشترى.
(١١) في (ع، ظ): فأسلم الراهبان، والأصل على لغة أكلوني البراغيث.
(١٢) في (الأصل): وحكايات، وقد سقطت الألف واللام من الأصل، والتصويب من (ع، ظ).
(١٣) في (ع، ظ): الممات.
(١٤) في (ع، ظ): وأنشد بعضهم. وقد ذكر أبو محمد هذه الأبيات في العاقبة ص (١٧٣).
(١٥) في (الأصل، ظ): ذي الورى، والتصويب من (ع، والعاقبة) وذا: اسم إشارة للمذكر، والمراد في هذا الورى، أي هذا الخلق.
(١٦) في (ظ): فمنهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>