للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نودي باسمه واسم أبيه فيتقدم إلى حسابه، فيخرج إليه (١) كتاب أسود بخط أسود في باطنه الحسنات وفي ظاهره السيئات، فيبدأ بالحسنات فيقرأها ويظن أنه سينجو، فإذا بلغ آخر الكتاب وجد فيه هذه حسناتك، وقد ردت عليك، ويسود وجهه ويعلوه الحزن ويقنط من الخير، ثم يقلب كتابه فيقرأ سيئاته فلا يزداد إلا حزنًا، ولا يزداد وجهه إلا سوادًا، فإذا بلغ آخر الكتاب وجد فيه هذه سيئاتك وقد ضوعفت عليك، أي يضاعف عليه العذاب، ليس المعنى أنه يزاد عليه ما لم يعمل، قال: فيعظم للنار (٢) وتزرق عيناه ويسود وجهه، ويكسى سرابيل القطران ويقال له: انطلق إلى أصحابك وأخبرهم أن لكل إنسان منهم (٣) مثل هذا، فينطلق وهو يقول: ﴿يَالَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (٢٥) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (٢٦) يَالَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (٢٧)﴾ يعني الموت ﴿هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (٢٩)﴾ تفسير ابن عباس : هلكت عني حجتي، قال الله ﷿: ﴿خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (٣٠) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (٣١) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ﴾ الله أعلم بأي ذراع قاله الحسن (٤)، وقال ابن عباس (٥) سبعون ذراعًا بذراع الملك، وسيأتي (٦) في كتاب النار لهذه السلسلة زيادة (٧) بيان ﴿فَاسْلُكُوهُ﴾ فيها أي تدخل من فيه حتى تخرج من دبره قاله الكلبي (٨)، وقيل: بالعكس، وقيل: يدخل عنقه فيها ثم يجر بها، ولو أن حلقة منها وضعت على جبل لذاب، فينادي أصحابه؟ فيقول: هل تعرفوني؟ فيقولون: لا، ولكن قد نرى ما بك من الخزي، فمن أنت؟ فيقول: أنا فلان بن فلان، لكل إنسان منكم مثل هذا.

وأما من أوتي كتابه وراء ظهره تخلع كتفه اليسرى فتجعل يده خلفه، يدخلها، فيأخذ بها كتابه.


(١) في (ع): له.
(٢) في (الأصل): إلى النار، وتصويبه من: (ع، ظ).
(٣) من هذا الموضع طمس في بعض الكلمات والحروف في الأصل تم توضيحه من: (ع، ظ).
(٤) ذكره الطبري في تفسيره ٥/ ١٤٢.
(٥) ذكره البغوي في تفسيره ٤/ ٣٨٩.
(٦) ص (٨٦٧).
(٧) في: (ع، ظ): مزيد.
(٨) ذكره الطبري في تفسيره ٢٩/ ٦٤ عن الضحاك.

<<  <  ج: ص:  >  >>