للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن ترد حقًّا أو تظهر (١) عذرًا، فعند ذلك تؤخذ حسناتك التي تعبت فيها عمرك فتنتقل إلى خصمائك عوضًا (٢) عن حقوقهم، كما ورد في الأحاديث المذكورة في هذا الباب، فانظر إلى مصيبتك في مثل هذا اليوم إذ ليس لك حسنة قد سلمت من آفات الرياء ومكائد الشيطان، فإن سلمت حسنة (٣) واحدة في ساعة (٤) طويلة ابتدرها خصماؤك وأخذوها.

ويقال: لو أن رجلًا له ثواب سبعين نبيًا وله خصم بنصف دانق (٥) لم يدخل الجنة حتى يرضى خصمه (٦).

وقيل: يؤخذ بدائق قسط سبع مائة صلاة مقبولة، فتعطى للخصيم (٧)، ذكره القشيري في التحبير له (٨) عند اسمه المقسط الجامع.

قال أبو حامد (٩): ولعلك لو حاسبت نفسك وأنت مواظب على صيام النهار وقيام الليل لعلمت أنه لا ينقضي عليك يوم إلا ويجري على لسانك من غيبة المسلمين ما يستوفي جميع حسناتك، فكيف ببقية السيئات من أكل الحرام والشبهات، والتقصير في الطاعات، وكيف ترجو الخلاص من المظالم في يوم يقتص فيه للجمَّاء من القرناء؟ ويقول الكافر: ﴿يَالَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا﴾ [النبأ: ٤٠]، فكيف بك يا مسكين في يوم ترى فيه صحيفتك خالية عن (١٠) حسنات طال فيها تعبك، فتقول: أين حسناتي؟ فيقال: نقلت إلى صحيفة خصمائك وترى صحيفتك مشحونة بسيئات غيرك، فتقول: يا رب هذه سيئات ما قارفتها قط، فيقال: هذه سيئات الذين اغتبتهم، وشتمتهم، وقصدتهم بالسوء، وظلمتهم في المعاملة، والمبايعة، والمجاورة، والمخاطبة، والمناظرة، والمذاكرة


(١) في (ظ): ولا تظهر.
(٢) (عوضًا): ليست في (ظ).
(٣) (قد سلمت من آفات الرياء ومكائد الشيطان، فإن سلمت لك حسنة): ليست في (ع).
(٤) في: (ع، ظ) مدة.
(٥) الدائق سدس الدينار، لسان العرب ١٠/ ١٠٥.
(٦) في (ظ): خصماؤه.
(٧) في (ع، ظ): للخصم.
(٨) ص (٨٨).
(٩) في الإحياء ٤/ ٥٢١ - ٥٢٢.
(١٠) في (الأصل): من، وما أثبته من (ع، ظ، والمصدر).

<<  <  ج: ص:  >  >>