للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هول الموقف (١)، وهي الخاصة به ، وقوله: "فأقول: يا رب أمتي أمتي" اهتمام (٢) بأمر أمته، وإظهار محبته فيهم، وشفقته عليهم، وقوله: "فيقال يا محمد أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه"، يدل على أنه شفع فيما طُلِبَ من تعجيل الحساب لأهل الموقف، فإنه لما أمر بإدخال من لا حساب عليه من أمته فقد شرع في حساب مَنْ عليه حساب مِن أمته (٣) وغيرهم وكان طلب هذه الشفاعة من الناس بإلهام من الله تعالى لهم حتى يظهر في ذلك اليوم مقام نبيه محمد المحمود الذي وعده، ولذلك قال كل نبي: "لست لها، لست لها" حتى انتهى الأمر إلى محمد فقال: "أنا لها".

وروى مسلم (٤) عن قتادة عن أنس قال: قال رسول الله : "يجمع الله الناس يوم القيامة فيهتمون لذلك"، وفي رواية: فيلهمون، فيقولون: لو (٥) استشفعنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا، قال: فيأتون آدم، وذكر الحديث.

وذكر أبو حامد (٦): أن بين إتيانهم من آدم إلى نوح ألف عام، وكذا بين كل نبي إلى محمد .

وذكر (٧) أيضًا أن الناس في الموقف على طبقات مختلفة وأنواع متباينة بحسب خواتمهم (٨) كمانع الزكاة، والغادر، والغال على ما يأتي (٩) بيانه، وآخرون قد عظمت فروجهم وهي تسيل صديدًا يتأذى بنتنها جيرانهم، وآخرون قد صلبوا على جذوع النيران، وآخرون قد خرجت ألسنتهم على صدورهم أقبح


(١) في (ع، ظ): موقفهم.
(٢) في (ع، ظ) احتفال، وفي (م) أقرب إليهما.
(٣) تكررت في هذا الموضع في نسخة (ع) جملة: فقد شرع.
(٤) في صحيحه ١/ ١٨٠، ح ١٩٣.
(٥) (لو): ساقطة من (ظ).
(٦) في كشف علوم الآخرة ص (٧٣).
(٧) أي أبو حامد في كتابه كشف علوم الآخرة ص (٧٦ - ٧٧)، وما ذكره الغزالي لم أقف له على دليل.
(٨) في (ع، ظ): جرائمهم.
(٩) ص (٦٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>