للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في قوله تعالى: ﴿لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (٤٤)"جزء أشركوا بالله، وجزء شَكُّوا في الله، وجزء غفلوا عن الله، وجزء أنزلوا شهواتهم على الله، وجزء شفوا غيظهم بغضب الله، وجزء صيروا رغبتهم بحظهم عن الله، وجزء عتوا على الله" (١). ذكره الحليمي أبو عبد الله الحسن بن الحسين في كتاب منهاج الدين له، وقال: فإن كان ثابتًا فالمشركون بالله: هم (٢) الثنوية، والشاكون هم الذين لا يدرون أن لهم إلهًا، أو لا إله لهم، أو يشكون في شريعته أنها من عنده أم لا، والغافلون عن الله: الذين يجحدونه أصلًا ولا يثبتونه وهم الدهرية. والمؤثرون شهواتهم على الله: هم المنهمكون في المعاصي لتكذيبهم رسل الله وأمره ونهيه. والشافون غيظهم بغضب الله: هم القاتلون أنبياء الله وسائر الداعين له، المعذبون من ينصح لهم أو يذهب غير مذهبهم. والمصيرون رغبتهم بحظهم من الله تعالى هم المنكرون للبعث والحساب فهم (٣) يعبدون بأي ما يرغبون فيه لهم جميعهم (٤) حظهم من الله تعالى، والعاتون عن الله: الذين لا يسألون بأن يكون ما هم فيه حقًّا أو باطلًا، ولا يتفكرون ولا يعتبرون، ولا يستبدلون والله أعلم بما أراد رسوله إن كان الحديث ثابتًا (٥)، وقال بلال: كان النبي يصلي في مسجد المدينة وحده، فمرت به أعرابية فصلت خلفه، ولم يعلم بها، فقرأ رسول الله هذه الآية: ﴿لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (٤٤)﴾، فخرت الأعرابية مغشيًا عليها، وسمع النبي وجبتها فانصرف، ودعا بماء فصب على وجهها حتى أفاقت وجلست، فقال النبي : يا هذه ما لكِ؟ فقالت: أهذا شيء من


(١) ذكر الخطيب البغدادي بعضه في تاريخ بغداد ٩/ ٢٩؛ والذهبي في ميزان الاعتدال ٣/ ٣١٥ وقال فيه: منكر جدًّا.
(٢) (هم): ليست في (ظ).
(٣) (بالبعث والحساب فهم): ساقطة من (ع)، وفي (ظ): بالبعث والحساب، والتصويب من مصدر المصنف.
(٤) في (ع): بعيدون أي يرغبون، وفي (ظ) يعتددون بأن يرغبون لهم فيه، والتصويب من مصدر المصنف.
(٥) نهاية النقل من كتاب الحليمي.

<<  <  ج: ص:  >  >>