للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْأَفْئِدَةِ (٧)[الهمزة: ٧] تأخذ النار من قدميه وتطلع إلى فؤاده، وترمي بشرر كالقصر، قال الله تعالى (١): ﴿تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (٣٢) كَأَنَّهُ "جمالات" (٢) صُفْرٌ﴾ [المرسلات: ٣٢ - ٣٣] يعني سوداء فيطلع الشرر إلى السماء، ثم ينزل فتحرق جلودهم وأيديهم وأبدانهم (٣) فيكون الدمع حتى ينفد، ثم تكون الدماء حتى تنفد، ثم يكون القيح لو أن (٤) السفن لو أرسلت تجري فيما يخرج من أعينهم لجرت. والباب الخامس يقال له: الجحيم، وإنما سمي الجحيم؛ لأنه عظيم الجمر، الواحدة أعظم من الدنيا. والباب السادس يقال له: السعير، وإنما سمى السعير؛ لأنه يسعر لم يطفأ منذ خلق، فيه ثلاثمائة قصر في كل قصر ثلاثمائة بيت في كل بيت ثلاثمائة لون من العذاب، وفيه الحيّات والعقارب والقيود والسلاسل والأغلال والأنكال، وفيه "جُب الحزن ليس في النار عذاب أشد منه إذا فتح الجب حزن أهل النار حزنًا شديدًا (٥). والباب السابع يقال له (٦): الهاوية من وقع فيه لم يخرج منه أبدًا، وفيه بئر الهيهات، وذلك (٧) قوله تعالى: ﴿كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا﴾ [الإسراء: ٩٧] إذا فتح الهيهات يخرج منه نار تستعيذ منه النار، وفيه الذي قال الله ﷿: ﴿سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا (١٧)[المدثر: ١٧] وهو جبل من نار يوضع أعداء الله، على وجوههم على ذلك الجبل مغلولة أيديهم إلى أعناقهم، مجموعة أعناقهم (٨) إلى أقدامهم والزبانية وقوف على


(١) (قال الله تعالى): ليست في (ع).
(٢) هكذا في جميع النسخ، قال صاحب إتحاف فضلاء البشر: واختلف في (جمالات) فحفص وحمزة والكسائي وخلف بكسر الجيم بلا ألف بوزن رسالة - جمالة ووافقهم الأعمش، جمع جمل، وقرأ رويس بضم الجيم وبالألف بعد اللام - جُمالات - وهي الحبال الغليظة من حبال السفن، والباقون بكسر الجيم مع الألف على الجمع - جمالات - وهي الإبل ص (٤٣١).
(٣) (وأبدانهم): ليست في (ع).
(٤) في (ظ): حتى لو أن.
(٥) أخرج الترمذي نحوه ٤/ ٥٩٣، ح ٢٣٨٣؛ وابن ماجه في سننه ١/ ٩٤، ح ٢٥٦، ضعفه الألباني، انظر: ضعيف ابن ماجه ص (٢٠)، ح ٥٢.
(٦) في (ظ): لها.
(٧) في (ظ): وذكر.
(٨) (مجموعة أعناقهم): ليست في (ظ).

<<  <  ج: ص:  >  >>