للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن عباس (١) : أدخل أصحاب الأعراف الجنة.

وفي رواية سعيد بن جبير عن عبد الله بن مسعود : وكانوا آخر أهل الجنة دخولًا الجنة (٢).

قال ابن عطية (٣): "وتمنى سالم مولى أبي حذيفة أن يكون من أصحاب الأعراف؛ لأن مذهبه أنهم مذنبون".

الحادي عشر: أنهم أولاد الزنا، ذكره القشيري أبو نصر عن ابن عباس .

الثاني عشر: هم ملائكة موكلون بهذا السور يميزون الكافرين من المؤمنين قبل إدخالهم الجنة والنار، قاله أبو مجلز لاحق بن حميد (٤)، فقيل له: لا يقال للملائكة رجال، فقال: إنهم ذكور وليسوا بإناث فلا يبعد إيقاع لفظ الرجال عليهم كما وقع على الجن في قوله تعالى: ﴿وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ﴾ (٥).

والأعراف: سور بين الجنة والنار، قيل: هو جبل أحد يوضع هناك، روي عن النبي من طريق أنس وغيره فيما (٦) ذكره ابن عبد البر (٧) وغيره حسب ما ذكرناه في كتاب جامع أحكام القرآن (٨) من سورة الأعراف (٩).

حكاية عن (١٠) بعض الصالحين أنه قال: أخذتني ذات ليلة سنة، فنمت،


(١) ذكره الطبري قوله في تفسيره ٨/ ١٩٨.
(٢) انظر تفسير الطبري ٨/ ١٩٤.
(٣) في تفسيره المحرر الوجيز ٧/ ٧١.
(٤) ذكره الطبري في تفسيره ٨/ ١٩٢.
(٥) قال أبو جعفر الطبري في تفسيره ٨/ ١٩٤: والصواب من القول في أصحاب الأعراف أن يقال كما قال الله جل ثناؤه فيهم: هم رجال يعرفون كلًّا من أهل الجنة وأهل النار بسيماهم ولا خبر عن رسول الله يصح سنده ولا أنه متفق على تأويلها ولا إجماع من الأمة على أنهم ملائكة، فإذا كان ذلك كذلك وكان ذلك لا يدرك قياسًا وكان المتعارف بين أهل لسان العرب أن الرجال اسم يجمع ذكور بني آدم دون إناثهم ودون سائر الخلق غيرهم كان بينًا أن ما قاله أبو مجلز من أنهم ملائكة قول لا معنى له.
(٦) (فيما): ليست في (ع، ظ).
(٧) في التمهيد ٢٢/ ٣٣٠.
(٨) ٧/ ١٣٦، فقرة ٢١٣.
(٩) في (ع، ظ): من سورة الأعراف والحمد لله.
(١٠) في (ظ): حكاية روي عن.

<<  <  ج: ص:  >  >>