للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجبت له الجنة"، رواه صالح بن أبي غريب عن كثير بن مرة عن معاذ، وقد تقدم أول الكتاب (١).

وقد قيل: إنه (٢) يجوز حمل هذه الشهادة على الشهادة التي هي الإيمان ويكون ذلك في كل مؤمن، وكل مؤمن ترجح حسناته ويوزن إيمانه كما توزن سائر (٣) حسناته، وإيمانه يرجح بسيئاته كما في هذا الحديث ويدخله النار بعد ذلك فيطهره من ذنوبه، ويدخله الجنة بعد ذلك. وهذا مذهب قوم يقولون إن كل مؤمن يعطى كتابه بيمينه، وكل مؤمن يثقل ميزانه ويتأولون قوله تعالى (٤): ﴿فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الأعراف: ٨]، أي الناجون من الخلود، وفي قوله: ﴿فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (٢١)﴾ يومًا ما، وكذلك في قول النبي : "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله وجبت له الجنة" (٥)، أنه صائر إليها لا (٦) محالة أصابه قبل ذلك ما أصابه.

قلت: هذا تأويل فيه نظر، يحتاج إلى دليل من خارج ينص عليه، والذي يدل (٧) عليه الآي والأخبار إن من ثقل ميزانه فقد نجا وسلم، وبالجنة أيقن، وعلم أنه لا (٨) يدخل النار بعد ذلك والله أعلم.

وقال ما شيء يوضع في الميزان أثقل من خلق حسن، خرجه الترمذي (٩) عن أبي الدرداء وقال (١٠): حديث حسن صحيح، وقد تقدم (١١) من حديث سمرة بن جندب قوله : "ورأيت رجلًا من أمتي قد خف ميزانه


(١) ص (١٧٨).
(٢) (إنه): ليست في (ع، ظ).
(٣) (سائر): ليست في (ع، ظ).
(٤) في (ع، ظ): قول الله تعالى.
(٥) أخرجه أحمد في مسنده ٥/ ٢٣٣، ٢٢٠٨٧؛ والطبراني في الكبير ٦/ ٧٤، ح ٥٥٥٥؛ قال الهثيمي: رواه أحمد والبزار ورجاله رجال الصحيح، مجمع الزوائد ١/ ٨١.
(٦) في (ع): بلا.
(٧) في (ع): تدل.
(٨) في (الأصل): لا أنه، والتصويب من (ع، ظ).
(٩) في جامعه ٤/ ٣٦٣، ح ٢٠٠٣؛ وأبو داود في سننه ٤/ ٢٥٣، ٤٧٩٩، صححه الألباني، انظر: صحيح سنن الترمذي ٢/ ١٩٤، ح ١٦٢٩.
(١٠) في (ع): وقال فيه.
(١١) ص (٥٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>