للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كفه (١) شيء وفي الأخرى (٢) ضده، فتوضع الحسنات في كفة والسيئات في كفة (٣)، فهذا غير مستحيل؛ لأن العبد قد يأتي بهما جميعًا (٤)، ويستحيل أن يأتي بالكفر والإيمان جميعًا، عبد واحد، حتى يوضع الإيمان في كفة والكفر في كفة، فكذلك استحال أن توضع شهادة التوحيد في الميزان، وأما بعد ما آمن العبد فإن النطق منه بلا إله إلا الله حسنة توضع في الميزان، مع سائر الحسنات، قاله الترمذي الحكيم (٥) .

قال غيره: إن النطق بها زيادة ذكر على حسن نية وتكون طاعة مقبولة قالها على خلوة وخفية من المخلوقين فتكون له عند الله وديعة يردها عليه في ذلك اليوم فعظم قدرها، ويحل موقعها وترجح بخطاياه وإن كثرت، وبذنوبه وإن عظمت، والله الفضل على عباده ويتفضل على من يشاء بما شاء (٦).

قلت: ويدل على هذا قوله في الحديث فيقول: بلى إن لك عندنا حسنة، ولم يقل: إن لك عندنا إيمانًا، وقد سئل رسول الله عن لا إله إلا الله أمن الحسنات هي؟ فقال: "من أعظم الحسنات"، خرجه البيهقي (٧) وغيره (٨).

ويجوز أن تكون هذه الكلمة هي آخر كلامه في الدنيا كما في حديث معاذ بن جبل قال: قال رسول الله : "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله


(١) في (ظ): كفته.
(٢) في (ع): والآخر.
(٣) من هذا الموضع إلى قوله: فكذلك استحال، ساقط من (ظ).
(٤) في (ع): أن العبد يأتي بهما جميعًا.
(٥) في (ظ): قاله الترمذي الحكيم في نوادر الأصول.
(٦) من قوله: وقال غيره: أن النطق .. إلى هذا الموضع، لا يوجد في (ع، ظ).
(٧) لم أجده فيما وقفت عليه من كتب البيهقي.
(٨) الحديث أخرجه أحمد في المسند ٥/ ١٦٦٩، ح ٢١٥٢٥؛ وابن أبي عاصم في الزهد ٢/ ٢٧؛ والطبراني في الدعاء ص (٤٣٩)، ح ١٤٩٩؛ قال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله ثقات، إلا شمر بن عطية حدث عن أشياخه عن أبي ذر ولم يسم أحدًا منهم، مجمع الزوائد ١٠/ ٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>