للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والرفرف (١): المحابس (٢) قاله قتادة (٣):

وقيل: فضول المحابس (٤).

وقال أبو عبيد: الرفرف: الفرش (٥).

وذكر الترمذي الحكيم (٦) أن الرفرف شيء إذا استوى عليه صاحبه رفرف وأهوى به المرجاج يمينًا وشمالًا ورفعًا وخفضًا يتلذذ به مع أنيسه، فإذا ركبوا الرفارف أخذ إسرافيل في السماع، فيروى في الخبر أنه ليس أحد من خلق الله تعالى أحسن صوتًا من إسرافيل، فإذا أخذ في السماع قطع على أهل سبع سموات صلاتهم وتسبيحهم، فإذا ركبوا الرفارف وأخذ إسرافيل في السماع بألوان الأغاني تسبيحًا وتقديسًا للملك القدوس، فلم تبق شجرة في الجنة إلا وردت، ولم يبق ستر ولا باب إلا ارتج وانفتح، ولم تبق حلقة على باب إلا طنت بألوان طنينها، ولم يبق أجمة من آجام الذهب إلا وقع لهبوب الصوت في مقاصبها، فزمرت تلك المقاصب بفنون الزمر ولم تبق جارية من جواري الحور العين إلا غنت بأغانيها والطير بألحانها، ويوحي الله للملائكة أن جاوبوهم واسمعوا عبادي الذين نزهوا أسماعهم عن مزامير الشيطان فيجاوبون بألحان وأصوات روحانيين، فتختلط هذه الأصوات فتصير رجة واحدة، ثم يقول الله ﷿ ذكره: يا داود قم عند ساق العرش فمجدني، فيندفع داود بتمجيد ربه بصوت يغمر الأصوات ويجليها وتتضاعف اللذة، وأهل الخيام من تلك الرفارف تهوي بهم وقد حفت بهم أفانين اللذات والأغاني، فذلك قوله تعالى: ﴿فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ﴾ [الروم: ١٥].


(١) الرَّفْرَفُ ثياب خضر يتخذ منها المحابس، مختار الصحاح ١/ ١٠٥.
(٢) المِحْبَسُ: المِقْرَمَةُ يعني السِّتْرَ، وقد حَبَسَ الفِراشَ بالمِحْبَس، وهي المِقْرَمَةُ التي تبسط على وجه الفِراشِ للنوم للسان العرب ٦/ ٤٤.
(٣) ذكره الطبري في تفسيره ٢٧/ ١٦٤.
(٤) ذكره الطبري في تفسيره ٢٧/ ١٦٤، والماوردي في النكت والعيون ٥/ ٤٤٣ عن ابن عباس.
(٥) ذكره في مجاز القرآن له ٢/ ٢٤٦.
(٦) لم أجده في نوادر الأصول المطبوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>