للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا﴾ [طه: ١٣٤] الآية، ويقول المعتوه: رب لم تجعل لي عقلًا أعقل به خيرًا ولا شرًا، ويقول المولود: رب لم أدرك العمل، فترفع لهم نار فيقول لهم: ردوها وادخلوها، قال: فيردوها أن يدخلها من كان من علم الله سعيدًا لو أدرك العمل، [ويمسك عنها من كان في علم الله شقيًا لو أدرك العمل] (١)، فيقول الله تعالى: إياي عصيتم فكيف رسلي لو أتتكم؟ " (٢).

قال أبو عمر (٣): "من الناس من يوقف هذا الحديث على أبي سعيد ولا يرفعه منهم: أبو نعيم الملائي (٤).

قلت: ويضعفه من جهة المعنى أن الآخرة ليست بدار تكليف وإنما هي دار جزاء ثواب وعقاب، والله أعلم.

[وقال الحليمي (٥): وهذا الحديث ليس بثابت، وهو مخالف لأصول المسلمين؛ لأن الآخرة ليست بدارٍ للامتحان، فإن المعرفة بالله تعالى فيها تكون ضرورة، ولا محنة مع الضرورة؛ ولأن الأطفال هناك لا يخلو من أن يكونوا عقلاء أو غير عقلاء، فإن كانوا عقلاء كانوا مضطرين إلى المعرفة فلا يليق بأحوالهم المحنة، وإن كانوا غير عقلاء فهم من المحنة أبعد (٦)] (٧).

قال أبو عمر (٨): "هذه الأحاديث من أحاديث الشيوخ وفيها علل وليست من أحاديث الأئمة الفقهاء، وهو أصل عظيم والقطع فيه بمثل هذه الأحاديث


(١) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ، م، التمهيد).
(٢) ذكره ابن عبد البر في التمهيد ١٨/ ١٢٧.
(٣) في التمهيد ١٨/ ١٢٨.
(٤) هو أبو نعيم الفضل بن دكين، الحافظ، القرشي مولاهم، الكوفي الملائي، من كبار شيوخ البخاري، مات سنة ٢١٩ هـ، السير ١٠/ ١٤٢.
(٥) في المنهاج ١/ ١٥٩.
(٦) (وإن كانوا غير عقلاء فهم من المحنة أبعد): ساقطة من (ظ).
(٧) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ).
(٨) في التمهيد ١٨/ ١٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>