للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفرات ليقيم فيه مدة مقامه فرائض الصلوات لفضل صلاة الجماعة على صلاة الفذ بسبع وعشرين من الدرجات على ما ثبت في الصحيحين (١) من رواية ابن عمر وغيره من الصحابة العدول الثقات، وحضرها جماعة من البدريين وممن بايع تحت الشجرة من الصحابة المرضيين، وكان مع علي (٢) رايات كانت مع رسول الله في قتال المشركين، وكان مقام علي ومعاوية بصفين سبعة أشهر، وقيل: تسعة، وقيل: ثلاثة أشهر، وكان بينهم قبل (٣) القتال سبعين زحفًا (٤)، وقُتِلَ في ثلاثة أيام من أيام البيض وهي: ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة (٥) ثلاثةٌ وسبعون (٦) ألفًا من الفريقين، ذكره الثقة العدل أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين الكسائي الهمداني المعروف بابن ديزيل، وهو الملقب بسيْفَنَّة (٧)، وسيْفَنَّة طائر إذا وقع على الشجرة لم يقم عنها ويترك (٨) فيها شيئًا. وفي تلك الليالي وهي ليلة الهرير جعل يهر بعضهم إلى بعض (٩)، والهرير: الصوت يشبه النباح؛ لأنهم تراموا بالنبل حتى فنيت، وتطاعنوا بالرماح حتى اندقت، وتضاربوا بالسيوف حتى انقضت، ثم نزل القوم يمشي بعضهم إلى بعض قد كسروا جفون سيوفهم واضطربوا بما بقي من السيوف وعمد الحديد، فلا تسمع إلا غمغمة القوم، والحديد في الهام، فلما صارت السيوف كالمناجل


(١) البخاري في صحيحه ١/ ٢٣١، ح ٦١٩؛ ومسلم في صحيحه ١/ ٤٥٠، ح ٦٤٩.
(٢) (علي): ساقطة من (ظ).
(٣) (قبل): ليست في (ظ).
(٤) في (ظ): نحو من سبعين زحفًا.
(٥) هكذا في (ع) و (ظ)، والصواب أن يقال: ثلاثة عشر وأربعة عشر وخمسة عشر، قال ابن عقيل في شرحه على ألفية ابن ملك ٢/ ٤٠٩: وأما (عشرة) وهو الجزء الأخير فتسقط التاء منه إن كان المعدود مذكرًا، وتثبت إن كان مؤنثًا على العكس من ثلاثة وما بعدها فتقول: عندي ثلاثة عشر رجلًا، وثلاث عشرة امرأة. ا. هـ. والمعدود هنا مذكر هو أيام البيض.
(٦) في (ع): سبعين وما أثبته م (ظ) وهو الصواب، لأن العدد معطوف على نائب الفاعل (ثلاثةُ).
(٧) انظر: نزهة الألقاب ١/ ٣٨٥.
(٨) في (ع): وترك، وما أثبته من (ظ) لأن الفعل معطوف على ما قبله.
(٩) في (ظ): على بعض.

<<  <  ج: ص:  >  >>