للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال فقهاء الإسلام فيما حكاه الإمام عبد القاهر في كتاب الإمامة من تأليفه: وأجمع فقهاء الحجاز والعراق من فريقي الحديث والرأي، منهم مالك والشافعي وأبو حنيفة والأوزاعي والجمهور الأعظم من المتكلمين أن عليًا مصيب في قتاله لأهل صفين، كما قالوا بإصابته في قتال (١) أصحاب الجمل، وقالوا أيضًا (٢): بأن الذين قاتلوه بغاة ظالمون له، ولكن لا يجوز تكفيرهم يبغيهم.

وقال الإمام أبو منصور التميمي البغدادي (٣) في كتاب (٤) الفرق (٥) من تأليفه في بيان عقيدة أهل السنة: وأجمعوا على أن عليًا كان مصيبًا في قتال أهل الجمل، أعني طلحة والزبير وعائشة بالبصرة، وأهل صفين أعني معاوية وعسكره.

وقال الإمام أبو المعالي في كتاب الإرشاد (٦): فصل: علي كان إمامًا حقًّا في توليته، ومقاتلوه بغاة، وحسن الظن بهم يقتضي أن يظن بهم قصد الخير وإن أخطأوه. فهو آخر فصل ختم به كتابه. وحسبك بقول سيد الأولين وإمام المتقين لعمار: "تقتلك الفئة الباغية"، وهو من أثبت الأحاديث كما تقدم (٧).

ولما لم يقدر معاوية على إنكاره لثبوته عنده قال: إنما قتله من أخرجه، ولو كان حديث فيه شك لرده (٨) معاوية وأنكره، وأكذب ناقله وزوَّره، وقد أجاب علي عن قول معاوية بأن قال: فرسول الله إذًا قتل حمزة حين أخرجه، وهذا من علي [إلزام لا جواب عنه، وحجة لا اعتراض] (٩) عليها


= الباغية عمارًا، مع أن نسخة (ع) تتوافق مع الاستيعاب في موضعيه.
(١) في (ظ): قتل.
(٢) (أيضًا): ليست في (ظ).
(٣) عبد القاهر بن طاهر، أبو منصور البغدادي، أحد أعلام الشافعية، حدّث عنه أبو بكر البيهقي، مات سنة ٤٢٩ هـ، سير أعلام النبلاء ١٧/ ٥٧٢.
(٤) (كتاب): ليست في (ظ).
(٥) الفرق بين الفرق للبغدادي ص (٣٤٢).
(٦) ص (٣٦٥ - ٣٦٦).
(٧) ص (١٠٨٨).
(٨) في (ظ): لرد به.
(٩) ما بين المعقوفتين من (ظ).

<<  <  ج: ص:  >  >>