للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كالساعة والساعة كاحتراق السعفة"، أخرجه الترمذي (١) وقال: هذا حديث غريب، وقيل في تأويله غير هذا (٢).

[وقال حماد بن سلمة: سألت أبا سنان عن قوله: (يتقارب الزمان حتى تكون السنة كالشهر؟ قال: ذاك من استلذاذ العيش (٣).

قال الخطابي (٤)]] (٥): يريد والله أعلم زمان خروج المهدي وقوع الأمنة في الأرض بما يبسطه من العدل فيها على ما يأتي فيستلذ العيش عند ذلك، وتستقصر مدته، ولا يزال الناس يستقصرون مدة أيام الرخاء وإن طالت وامتدت، ويستطيلون أيام المكروه وإن قَصُرَتْ وقلّت، والعربُ تقول في هذا مثل هذا: مرّ بنا يوم كعرقوب القطا قِصرًا (٦)] (٧).

و (يلقى الشح) بمعنى يتلقى ويتعلم ويتواصى به ويدعى إليه، ومنه قوله تعالى: ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ﴾ [البقرة: ٣٧] أي تقبلها وتعلمها، ويجوز (يلقى) بتخفيف اللام والقاف على معنى يترك لإفاضة المال وكثرته حتى يهب رب المال من يقبل صدقته فلا يجد من يقبلها على ما يأتي (٨)، ولا يجوز أن يكون (يلقى) بمعنى يوجد؛ لأن الشح ما زال موجودًا قبل تقارب الزمان (٩) فاعلم (١٠).


(١) في جامعه ٤/ ٥٦٧، ح ٢٣٣٢؛ وابن حبان في صحيحه ١٥/ ٢٥٦، ح ٦٨٤٢؛ وأحمد في مسنده ٢/ ٥٣٧، ح ١٠٩٥٦، والطبراني في الأوسط ٨/ ٣٧٠ - ٣٧١، ح ٨٩٠٤؛ وأبو يعلى في مسنده ١٢/ ٣٢، ح ٦٦٨٠؛ قال الهيثمي في مجمع الزوائد ٧/ ٣٣١: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح، وصححه الألباني، انظر: صحيح سنن الترمذي ٢/ ٢٧٢، ح ١٩٠١.
(٢) (وقيل في تأويله غير هذا): ليست في (ظ).
(٣) أورد هذا القول الخطابي في غريب الحديث ١/ ٩٤.
(٤) في غريب الحديث له ١/ ٩٤.
(٥) ما بين المعقوفتين المزدوجتين قطع في (ع).
(٦) لم أجده فيما وقفت عليه من كتب الأمثال.
(٧) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ).
(٨) (على ما يأتي): ليست في (ظ).
(٩) في (ع): الأزمان.
(١٠) في (ظ): والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>