للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عشر ألفًا فلا يبقى بالجزيرة (١) ولا بالشام ولا بأنطاكية نصراني إلا ويرفع الصليب، فعند ذلك يبعث المهدي إلى أهل (٢) الشام والحجاز واليمن والكوفة والبصرة والعراق و (٣) يُعَرِّفهم بخروج الروم وجمعهم ويقول لهم: أعينوني على جهاد عدو الله وعدوكم، فبعث (٤) إليه أهل المشرق أنه قد جاءنا عدو من خراسان على ساحل الفرات وحل بنا ما شغلنا عنك، فيأتي إليه بعض أهل الكوفة والبصرة ويخرج إليهم المهدي ويخرج معهم المسلمون إلى لقائهم فيلتقي (٥) بهم المهدي ومن معه من المسلمين، فيأتون إلى (٦) دمشق، فيدخلونها (٧) فتأتي الروم إلى دمشق فيكونون عليها أربعين يومًا، فيفسدون البلاد، ويقتلون العباد، ويهدمون الديار، ويقطعون الأشجار، ثم إن الله تعالى ينزل نصره (٨) على المؤمنين، فيخرجون إليهم فتشتد الحرب بينهم ويستشهد من المسلمين خلق كثير، فيا لها من وقعة ومقتلة ما أعظمها وأعظم هولها، ويرتد من العرب يومئذٍ أربع قبائل: سليم، ونهد، وغسان، وطيء، فيلحقون بالروم ويتنصرون مما يعاينون من الهول العظيم والأمر الجسيم، ثم إن الله تبارك تعالى ينزل الصبر والنصر والظفر على المسلمين، فيقتل (٩) من الروم مقتلة عظيمة حتى تخوض الخيل في دمائهم، وتشتعل الحرب بينهم حتى إن الحديد يقطع بعضه بعضًا، وإن الرجل من المسلمين ليطعن العِلج بالسفود فينفذه وعليه الدرع من الحديد، فيقتل المسلمون من المشركين خلقًا كثيرًا حتى تخوض الخيل في الدماء، وينصر الله تعالى المسلمين، ويغضب على الكافرين، وذلك رحمة من الله تعالى لهم، فعصابة من المسلمين يومئذ خير خلق الله، والمخلصين من عباد الله ليس فيهم مارد، ولا مارق، ولا شارد، ولا مرتاب، ولا منافق، ثم إن المسلمين يدخلون إلى بلاد الروم ويكبرون


(١) في (ظ): في الجزيرة.
(٢) (أهل): ليست في (ظ).
(٣) (الواو): ليست في (ع، ظ).
(٤) في (ع، ظ): فيبعث.
(٥) في (الأصل): فيلقى، وما أثبته من (ع، ظ).
(٦) (إلى): ليست في (ظ).
(٧) في (ع، ظ): فيدخلون إليها.
(٨) في (ع، ظ): صبره ونصره.
(٩) في (ع): فيقتتل.

<<  <  ج: ص:  >  >>