للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال بشر (١):

بكل قيادِ مُسْنِفَةٍ عَنُود … أضر بها المَسَالِحُ والغِوارُ"

القياد: حبل تقاد به الدابة، والمسنف المتقدم، يقال: أسنف الفرس أي تقدم الخيل، فإذا سمعت في الشعر مسنفة بكسر النون فهي من هذا، وهي الفرس التي تتقدم الخيل في سيرها، والعَنُودُ من "عَندَ عن الطريق يَعْنُدُ بالضم عُنُودًا أي عدل فهو عَنُود، والعَنُودُ (٢) أيضًا من النوق التي ترعى ناحية، والجمع عُنُدٌ (٣) " (٤). [ومنه قوله تعالى: ﴿كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا﴾ [المدثر: ١٦] أي مجانبًا للحق معاندًا له معرضًا عنه، يقال: عند الرجل إذا عتا وجاوز قدره] (٥).

مسلم (٦) عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله يقول: "تتركون المدينة على خير ما كانت لا يغشاها إلا العوافي يريد عوافي السباع والطير، ثم يخرج راعيان من مزينة يريدان المدينة ينعقان بغنمهما فيجدانها وحشا حتى إذا بلغا ثنية الوداع خرَّا على وجوههما" (٧).

وعنه (٨) قال: قال رسول الله : للمدينة: "ليتركنها (٩) أهلها على خير ما كانت مذللة للعوافي"، يعني السباع والطير.

وعن حذيفة قال: أخبرني رسول الله بما هو كائن إلى أن تقوم


= سُمِّي به لأنَّه طرَف أَرْضِ العَرَب من العَذَبَة وهي طَرفُ الشَّيء، النهاية في غريب الحديث ٣/ ١٩٥.
(١) في (ع): قال بسر.
(٢) في (الأصل): العتود، والتصويب من (ع، ظ، والصحاح للجوهري).
(٣) في (الأصل): عتد، وما أثبته من (ع، ظ، والصحاح).
(٤) هذا نص كلام الجوهري في الصحاح ٢/ ٥١٢ - ٥١٣.
(٥) ما بين المعقوفتين من (ع).
(٦) في صحيحه ٢/ ١٠١٠، ح ١٣٨٩؛ والبخاري في صحيحه ٢/ ٦٦٣، ح ١٧٧٥.
(٧) في (ظ): وجههما.
(٨) أي عن أبي هريرة ، والحديث أخرجه مسلم في صحيحه ٢/ ١٠٠٩، ح ١٣٨٩.
(٩) في (الأصل، ظ): ليتركها، وما أثبته من (ع، صحيح مسلم).

<<  <  ج: ص:  >  >>