للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صنيعه إليهم ويسألونه تمام النعمة والعافية، فتبتلعهم الأرض من ساعتهم، يعني أصحاب السفياني، ويجد الحسني العسكر على حاله والسبي على حاله (١)، وذكر أشياء كثيرة الله أعلم بصحتها، أخذها من كتاب دانيال فيما زعم.

قال الحافظ أبو الخطاب بن دحية: ودانيال بني إسرائيل كلامه عبراني وهو على شريعة موسى بن عمران، وكان قبل عيسى بن مريم بزمان ومن أسند مثل هذا إلى نبي عن غير ثقة أو توقيف من نبينا فقد سقطت عدالته إلى أن يتبين وضعه لتصح أمانته، وقد ذكر في هذا الكتاب من الملاحم وما كان من الحوادث وسيكون، وجمع فيه التنافي والتنافر بين الضب والنون، وأعرب فيما أعرب في روايته عن ضرب من الهوس والجنون، وفيه من الموضوعات ما يكذب آخرها أولها ويتعذر على المتأول تأولها، وما يتعلق به جماعة الزنادقة في تكذيب الصادق المصدوق محمد ، أن في سنة ثلاث مائة يظهر الدجال من يهودية أصبهان، وقد طعنا في أوائل السبعمائة في هذا الزمان وذلك شيء ما وقع ولا كان، ومن المصنوع فيه: المصنوع والمتهافت الموضوع الحديث الطويل الذي استفتح به كتابه، فهلَّا اتق الله وخاف عقابه، وإن من أفضح (٢) فضيحة في الدين نقل مثل هذه الإسرائيليات عن المتهودين وأنه لا طريق فيما ذكر عن دانيال إلا عنهم ولا رواية تؤخذ في ذلك إلا منهم، وقد روى البخاري في تفسير سورة البقرة عن أبي هريرة قال: كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام، فقال رسول الله : لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا.

وذكر (٣) في كتاب الاعتصام عن (٤) ابن عباس قال: كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء، وكتابكم الذي أنزل على رسوله أحدث تقرؤونه محضًا لم


(١) (والسبي على حاله): ليست في (ظ).
(٢) في (ظ): افتضح.
(٣) أي البخاري في صحيحه ٦/ ٢٦٧٩، ح ٦٩٢٩.
(٤) في (ظ): أن.

<<  <  ج: ص:  >  >>