للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العلماء، واستيلاء الباطل في الأحكام وعموم الظلم والجهر بالمعاصي واستيلاء الحرام على أموال الخلق والتحكم في الأموال والأبدان (١) والأعراض بغير حق كما في هذا الزمان (٢)، وقد تقدم أول الكتاب حديث [أبي] (٣) عبس الغفاري عن النبي : "بادروا بالموت ستًا (٤) " الحديث.

وروى الأعمش: سليمان بن مهران عن عمرو بن مرة عن أبي نضرة عن عبد الله بن الصامت قال: قال أبو ذر: "يوشك أن يأتي على الناس زمان يغبط فيه خفيف الحاذ (٥) كما يغبط اليوم أبو عشرة، ويغبط (٦) باختفائه [عن] (٧) السلطان وجفائه عنه كما يغبط اليوم بمعرفته إياه وكرامته عليه، وحتى تمر الجنازة في السوق على الجماعة فينظر إليها رجل يمر يهز (٨) رأسه فيقول: يا ليتني مكان هذا، قال: قلت: يا أبا ذر إن ذلك لمن أمر (٩) عظيم، قال: أجل يا ابن (١٠) أخي من أمر عظيم (١١).

قلت: هذا هو ذلك الزمان الذي استولى (١٢) فيه الباطل على الحق وتغلب فيه العبيد على الأحرار من الخلق فباعوا الأحكام، ورضي بذلك منهم الحكام فصار الحكم مكسًا، والحق عكسًا، لا يوصل إليه ولا يقدر عليه، بدلوا دين الله وغيروا حكم الله، سمَّاعون للكذب أكّالون للسحت، ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ [المائدة: ٤٤]، ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا


(١) في (ع، ظ): في الأبدان والأموال.
(٢) في (ع): في هذه الأزمان.
(٣) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ).
(٤) في (ظ): بادروا الأعمال ستًا، تقدم تخريجه ص (١١٩).
(٥) في (ع): الحياد، والحاذ: ما يقع عليه اللَّبْدُ من ظهر الفرس، والمراد أنه خفيف الظهر من العيال، وهو مثل مضروب لقلة المال والعيال، انظر: النهاية في غريب الحديث ١/ ٤٥٧.
(٦) في (ع): ويغبط الرجل.
(٧) ما بين المعقوفتين من (ظ).
(٨) في (ع): ثم يهز.
(٩) في (ظ): لأمر.
(١٠) بداية قطع في (ع).
(١١) في (ظ): يا ابن أخي عظيم عظيم.
(١٢) في (ظ): ذلك الزمان قد استولى.

<<  <  ج: ص:  >  >>