للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال المحاربي: ثم رجعنا إلى حديث أبي رافع قال: وإن من فتنته أن يأمر السماء أن تمطر فتمطر، ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت، وإن من فتنته أن يمر بالحي فيكذبوه فلا تبقى لهم سائمة (١) إلا هلكت، وإن من فتنته أن يمر بالحي فيصدقوه فيأمر السماء أن تمطر فتمطر، وبالأرض أن تنبت فتنبت حتى تروح مواشيهم من يومهم (٢) ذلك أسمن ما كانت وأعظمه وأمده خواصر وأدره ضروعًا، وأنه لا يبقى شيء من الأرض إلا وطئه، وظهر عليه إلا مكة والمدينة؛ فإنه لا يأتيهما من نقب من أنقابها إلا لقيته الملائكة بالسيوف صلتة حتى ينزل عند الظريب (٣) الأحمر عند منقطع السبخة فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات، فلا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج إليه، فتنفي الخبث منها كما ينفي الكير خبث الحديد، ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص، فقالت أم شريك بنت أبي العسكر: يا رسول الله فأين العرب يومئذٍ؟ قال: هم قليل وجلُّهم ببيت المقدس وإمامهم رجل صالح قد تقدم يصلي بهم الصبح إذ نزل عليهم عيسى ابن مريم الصبح، فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقري ليتقدم عيسى يصلي بالناس، فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول له: تقدم فصل؛ فإنها لك أقيمت، فيصلي بهم إمامهم، فإذا انصرف قال عيسى : افتحوا الباب فيفتح، ووراءه الدجال ومعه سبعون ألف يهودي كلهم ذو سيف محلى وساج، فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء وانطلق هاربًا، ويقول عيسى : إن لي فيك ضربة لن تسبقني بها فيدركه عند باب اللد الشرقي فيقتله، فيهزم الله اليهود ولا يبقى شيء مما خلقه الله يتوارى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء، لا حجر ولا شجر ولا حائط ولا دابة إلا الغرقد فإنها من شجرهم لا تنطق، إلا قال يا عبد الله المسلم: هذا يهودي فتعال اقتله.


(١) في (الأصل): ماشية، وما أثبته من (ع، ظ، م، سنن ابن ماجه).
(٢) في (الأصل): من بيوتهم، وما أثبته من، (ع، ظ، م، سنن ابن ماجه).
(٣) الظريب: الجبل الصغير، انظر: النهاية في غريب الحديث ٣/ ١٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>