للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والهرت الشق ومعناه من شقتين، والشقة نصف الملاءة، قال: "وهذا (١) عندي خطأ من النقلة، وأراه: مهروتين (٢) أي صفراوين، يقال: هريت العمامة إذا لبستها صفراء، وكان الثلاثي منه هروت"، فخالف الجماعة من أهل اللغة فيما قالوه، وقد خطأه ابن الأنباري وقال: "إنما تقول العرب: هريت الثوب لا هروت، ولو كان من ذلك لقيل: مهراة لا مهروة، واللغة نقل ورواية لا قياس" (٣)، والعرب إنما (٤) تجوز ذلك في العمامة خاصة لا في الشقة فلا يجوز قياس الشقة في العمامة، وأما رواية الذال المعجمة فهو إبدال من رواية (٥) الدال المهملة؛ فإن الدال والذال قد يتعاقبان، فيقال: رجل مدل بالدال المهملة ومذل بالذال المعجمة إذا كان قليل اللحم خفي الشخص] (٦)، "والجمان ما استدار من اللؤلؤ والدر شبّه قطرات العرق بمستدير الجوهر وهو تشبيه واقع (٧) " (٨).

"وقوله: فحرز عبادي إلى الطور"، أي ارتحل بهم إلى جبل يحرزون فيه أنفسهم، والطور: الجبل بالسريانية" (٩).

[قال الحافظ ابن دحية: قيدناه في صحيح مسلم "جوز" بالجيم والواو والزاي، و "حوز" بالحاء بالمهملة والواو والزاي. "حرز" بالحاء والراء ثم والزاي وكذا قيدته في جامع الترمذي، وقيدناه أيضًا "حدر" بدال مهملة، فأما "حرز" فهو الذي رواه أكثرهم وصحح بعضهم رواية "حوز"؛ وكلاهما صحيح لأن ما حيز فقد احترز (١٠)، وكذلك "جوز" بالجيم، وما حدر بدال مهملة (١١) فمعناه: أنزلهم إلى جهة الطرف، من حدرت الشيء فانحدر إذا أرسلته في صبب وحدور] (١٢).


(١) في (ظ): وهو.
(٢) في (ظ): مهرودتين.
(٣) ذكره صاحب المفهم ٧/ ٢٨٣.
(٤) (إنما): ليست في (ظ).
(٥) (رواية): ليست في (ظ).
(٦) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ).
(٧) في (ع) (ظ) وهو تشبيه حسن، والأصل متوافق مع المفهم.
(٨) أورده صاحب المفهم ٧/ ٢٨٤ وعزاه لابن الجوزي.
(٩) ذكره صاحب المفهم ٧/ ٢٨٥.
(١٠) في (ظ): ما احتز فقد أحرز.
(١١) في (ظ): وكذا قيدناه أيضًا "حدر" بالدال المهملة.
(١٢) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ).

<<  <  ج: ص:  >  >>