للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسمكٍ أذفر (١)، وإذا قبضَ روحَ الكافِرِ جعلها في خرقةٍ سوداءَ في فخّارِ من نارٍ أشدُّ نتنًا من الجيف.

وفي الخبر: "أنه إذا دنت منيةُ المؤمن نزل (٢) عليه أربعةٌ من الملائكة، ملكٌ يجذب النفسَ من قدمه (٣) اليمنى، وملكٌ يجذبها من قدمه (٤) اليسرى، وملكٌ يجذبها من يده اليمنى، وملكٌ يجذبها من يده اليسرى، والنفسُ تنسلُ انسلالَ القذاةِ من السقاءِ، وهم يجذبونها من أطرافِ البنانِ، ورؤوس الأصابعِ، والكافر تنسلُ روحُهُ كالسّفُود من الصوف المبتل" (٥)، ذكره (٦) أبو حامدٍ (٧) في كشف علوم (٨) الآخرة (٩) (١٠).

فمثل نفسك (١١) يا مغرورُ وقد حلّت بك السكراتُ، ونزل بك الأنينُ والغمراتُ، فمن قائل يقول: إنّ فلانًا قد أوصى، وماله قد أحصى، ومن قائل


(١) أي طيب ذكي الرائحة، انظر: الصحاح ٢/ ٦٦٣.
(٢) في (ع، ظ): نزلت.
(٣) في (ع): مقدمه.
(٤) في (ع): مقدمه.
(٥) في كشف علوم الآخرة: المبلول.
(٦) في (ظ): ذكره الشيخ.
(٧) محمد بن محمد بن محمد بن أحمد، الطوسي، الغزالي، أبو حامد، صاحب التصانيف، والذكاء المفرط، أدخله سيلان ذهنه في مضايق الكلام، ومزالِّ الأقدام، غلا في طريق التصوف وصار داعية في ذلك. قال أبو بكر بن العربي: شيخنا أبو حامد بلع الفلاسفة وأراد أن يتقيّأهم فما استطاع، وكان خاتمة أمره: إقباله على طلب الحديث، ومجالسة أهله، ومطالعة الصحيحين، ولم يتفق له أن يروي، من تصانيفه: "المستصفى"، و "إحياء علوم الدين "و"البسيط" و "الوسيط" و "الوجيز" و "تهافت الفلاسفة" و"المنقذ من الضلال" وغيرها، توفي الغزالي سنة ٥٠٥ هـ، السير ١٩/ ٣٢٢.
(٨) في (ظ): في كتاب كشف علم الآخرة.
(٩) (ذكره أبو حامد في كتاب كشف علوم الآخرة): ليست في (ع).
(١٠) كشف علوم الآخرة ص (١٦ - ١٧)، لم أجد هذا الخبر في شيء من دواوين السنة الصحيحة أو الضعيفة، ومثل هذا الخبر لا يقال من جهة الرأي ولا يعتقد مضمونه إلا بعد ثبوته، قال الحافظ ابن حجر عن كتاب كشف علوم الآخرة للغزالي: وقد أكثر في هذا الكتاب من إيراد أحاديث لا أصول لها، فلا يغتر بشيء منها، انظر: فتح الباري ١١/ ٤٣٤.
(١١) في (ع، ظ): لنفسك.

<<  <  ج: ص:  >  >>