للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفضل (١) والفراء (٢) والطبري (٣): هو الشيب؛ فإنه يأتي في سن الاكتهال (٤) فهو علامة لمفارقة سن الصبا (٥) الذي هو سن اللهو واللعب.

قال (٦):

رأيت الشيب من نُذُرِ المنايا … لصاحبه وحسبك من نذير

وقال آخر (٧):

فقلت لها المشيب نذير عمري … ولست مسودًا وجه النذير

وللقاضي منذر بن سعيد البلوطي (٨):

كم تصابي وقد علاك المشيب … وتعامى عمدًا وأنت اللبيب (٩)

كيف تلهو وقد أتاك نذير … وشهاب (١٠) الحِمَامِ منك قريب


(١) الحسين بن الفضل بن عُمير: العلّامة، المفسر اللغوي المحدّث، أبو علي الكوفي، مات سنة ٢٨٢ هـ، السير ١٣/ ٤١٤.
(٢) يحيى بن زياد بن عبد الله أبو زكريا، الأسدي مولاهم الكوفي النحوي صاحب الكسائي، للفراء كتاب (البهي) في حجم (الفصيح لثعلب مات بطريق الحج سنة ٢٠٧ هـ، السير ١٠/ ١١٨.
(٣) ذكر الماوردي حكاية قول الفراء والطبري في تفسيره النكت والعيون ٤/ ٤٧٦، والذي يظهر من قول الطبري أنه يرجح أن النذير هو النبي ، انظر: تفسيره ١٠/ ٤١٩.
(٤) الكَهْلُ: الرجلُ إِذا وَخَطه الشيب، لسان العرب ١١/ ٦٠٠.
(٥) في (ظ): لمفارقة الصبا.
(٦) هكذا في الأصل و (ع)، وفي (ظ): وأنشد، ولم يظهر لي إلى من يعود الضمير في: قال.
(٧) في (ظ): آخر غيره، ولم أقف على القائل.
(٨) أبو الحكم الأندلسي قاضي الجماعة بقرطبة، كان فقيهًا محققًا، وخطيبًا مفوهًا، ولبيبًا شاعرًا، من تصانيفه: الإنباه عن الأحكام من كتاب الله، وكتاب الإبانة عن حقائق أصول الديانة، توفي سنة ٣٥٥ هـ، السير ١٦/ ١٧٣.
(٩) في (ظ): لبيب.
(١٠) كلمة: شهاب، من نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، لأحمد بن محمد المقَّرِي ١/ ٣٧٥، وهي من نسخة أخرى للكتاب غير التي اعتمدها المحقق، والتي اعتمدها جاء فيها: أن سيأتي الحِمَام، واخترت ما في النسخة الأخرى لقرب رسمها مما في الأصل: شياه، وفي (ع) شياة، وفي (ظ): شيات.

<<  <  ج: ص:  >  >>