للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يؤمن بالله واليوم الآخر فإذا شهد أمرًا فليتكلم بخير أو ليسكت. ." الحديث (١).

فإذا أيقن العبد بالحياة الآخرة التي يكون فيها الحساب على الكبيرة والصغيرة حتى الذرة: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (٨)[الزلزلة: ٧ - ٨]، أثمر له ذلك اليقين تقوى الله تعالى، ومراقبته، وخشيتَه في السرِّ والعلن.

فلما كان الإيمان باليوم الآخر بهذه الأهمية، والمنزلة العالية الرفيعة؛ آثرت أن يكون موضوعُ أُطرُوحَتي في هذه المرحلة: تحقيقَ كتاب من كتب أهل العلم يخدم ذلك الموضوع، فكان اختياري لكتاب التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة للعلامة أبي عبد الله محمد بن أحمد القرطبي، صاحب التفسير المشهور؛ وذلك للأسباب الآتية:

- لأن موضوع الكتاب يتعلق بركن من أركان الإيمان، وهو الإيمان باليوم الآخر.

- لأنه أجمع كتاب في الموضوع حسب علمي، فجلُّ من كتب بعده عالة عليه.

- اهتمام أهل العلم بكتاب التذكرة، وذلك بكثرة النقول عنه (٢).

- انتشار الكتاب الواسع بين العامة والخاصة، فلا تكاد تخلو منه مكتبة.

- حاجة الكتاب لبيان ما اشتمل عليه من أحاديث واهية وبعض الحكايات الوعظية التي من اعتقد ما فيها حدث عنده انحراف في عقيدته وإيمانه باليوم الآخر.

- حاجة الكتاب لبيان ما اشتمل عليه من تأويلات لآيات وأحاديث الصفات، مما قد يجعل المتأثر بالكتاب في مباحث الإيمان باليوم الآخر، والموت، وعذاب القبر، يتأثر بمنهج التأويل ذلك، فوجب التنبيه على


(١) أخرجه مسلم في صحيحه ٢/ ١٠٩١، ح ١٤٦٨.
(٢) انظر: ص (٦٧ - ٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>