قلت: وإن كان سند ابن المبارك متكلمًا فيه، فقد وردت الجملة محل الشاهد - سؤال الموتى عن أخبار الأحياء - من طريق صحيح، فقد أخرج النسائي في المجتبى ٤/ ٨، ١٨٣٣ واللفظ له؛ وابن حبان في صحيحه ٧/ ٢٨٣، ح ٣٠١٣ كلاهما من حديث أبي هريرة ﵁ وفيه: "فيأتون به أرواح المؤمنين، فلهم أشد فرحًا به من أحدكم بغائبه يقدم عليه، فيسألونه ماذا فعل فلان؟ ماذا فعلت فلانة؟ فيقولون: دعوه فإنه كان في غم الدنيا، فإذا قال: أما أتاكم؟ قالوا: ذُهِبَ به إلى أمه الهاوية"، قال الألباني: صحيح، انظر: صحيح سنن النسائي ٢/ ٣٩٥، ح ١٧٢٩. وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية: أرواح الموتى هل تجتمع بعضها ببعض أم لا؟ فأجاب ﵀: أرواح الأحياء إذا قبضت تجتمع بأرواح الموتى، ويسأل الموتى القادم عليهم عن حال الأحياء، ثم ذكر الحديث السابق، قال: وصحح الحديث أبو محمد عبد الحق صاحب الأحكام، وأما أرواح الموتى فتجتمع الأعلى ينزل إلى الأدنى، والأدنى لا يصعد إلى أعلى، انظر: مجموع الفتاوى ٢٤/ ٣٠٣، ٣٦٨؛ وكتاب الروح لابن القيم، المسألة الثانية ص (١٧) وما بعدها. (١) في (ظ، الزهد): يلقون. (٢) في (ع، ظ): يسألونه، وفي (الزهد): ليسألوه. (٣) (قد): ليست في (ع، ظ)، والأصل متوافق مع الزهد. (٤) في (م): فيعرض. (٥) في (ع، ظ، الزهد): أعمالهم، والأصل متوافق مع (م)، والصواب ما في الأصل؛ لأن الميت هو الذي تعرض أعماله عليهم، بدليل الجملة التي بعدها: "فإذا رأوا حسنًا". (٦) في (ظ، الزهد): فإذا.