للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يدخل على القلب منه من الرَّوع والفزع فهو (١) أمر لا يعبر عنه؛ لعظم (٢) هوله، وفظاعة رؤيته، ولا يعلم حقيقة ذلك إلا الذي يتبدى له ويطلع عليه، وإنما (٣) أمثال تضرب وحكايات تروى.

روي عن عكرمة أنه قال: رأيت في بعض صحف شيث أن آدم قال: رب (٤) أرني ملك الموت حتى أنظر إليه؟ فأوحى الله تعالى إليه: أن له صفات لا تقدر على النظر إليها، وسأنزله عليك (٥) في الصورة التي يأتي فيها الأنبياء والمصطفين (٦)، فأنزل الله عليه جبريل وميكائيل، وأتاه ملك الموت في صورة كبش أملح قد نشر من أجنحته أربعة آلاف جناح منها جناح جاوز السماوات، وجناح جاوز الأرضين، وجناح جاوز أقصى المشرق، وجناح جاوز أقصى المغرب، وإذا بين يديه الأرض بما اشتملت عليه من الجبال والسهول والغياض والجن والإنس والدواب وما أحاط بها من البحار وما علاها (٧) من الأجواء في ثغرة نحره كالخردلة في فلاة من الأرض، وإذا له عيون لا يفتحها إلا في مواضع فتحها، وأجنحة لا ينشرها إلا (٨) مواضع نشرها، وأجنحة للبشرى (٩) ينشرها للمصطفين، وأجنحة للكفار فيها سفافيد وكلاليب ومقاريض، فصعق آدم صعقة لبث فيها إلى مثل (١٠) الساعة من اليوم السابع، ثم أفاق، وكان في عروقه الزعفران. ذكر هذا الخبر ابن ظفر الواعظ المكي أبو هاشم محمد بن محمد في كتاب النصائح (١١).

وروي عن ابن عباس أن إبراهيم خليل الرحمن سأل ملك الموت أن يريه كيف يقبض روح المؤمن؟ فقال له: اصرِف وجهك عني، فصرف، ثم


(١) في (ع، ظ): فهذا.
(٢) في (ع): لعظيم.
(٣) في (ع، ظ): وإنما هي.
(٤) في (ع، ظ): يا رب.
(٥) (عليك): ليست في (ظ).
(٦) في (ع): والمرسلين.
(٧) في الأصل: أعلاها، والتصويب من (ع، ظ).
(٨) في (ع، ظ): في مواضع.
(٩) (للبشرى): ليست في (ظ).
(١٠) في (ع): تلك الساعة.
(١١) لم أجد الكتاب، وانظر: المقدمة الدراسية ص (٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>