للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يبعث الله ملكين يكتبان حسناته وسيئاته، فإذا جاءه الموت ارتفع ذلك الملكان، ثم جاءه ملك الموت فقبض (١) روحه، فإذا أدخل حفرته رد الروح في جسده، ثم يرتفع ملك الموت، ثم جاءه ملكا القبر فامتحناه، ثم يرتفعان، فإذا قامت الساعة انحط عليه ملك الحسنات، وملك السيئات فأنشطا (٢) كتابًا معقودًا في عنقه ثم حضرا معه واحد سائق، والآخر (٣) شهيد، ثم (٤) قال الله ﷿: ﴿لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (٢٢)[ق: ٢٢] قال: قال رسول الله : ﴿لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ (١٩)﴾، قال: حالًا (٥) بعد حال، ثم قال النبي : إن قدامكم أمر عظيم فاستعينوا بالله العظيم".

قال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث أبي جعفر، وحديث جابر تفرد به عنه جابر بن يزيد الجعفي وعنه المفضل.

قلت: جابر بن يزيد (٦) الجعفي متروك لا يحتج بحديثه في الأحكام (٧).

ووجد بمدينة قرطبة على قبر الوزير الكبير أبي عامر بن شهيد (٨) مكتوب وهو مدفون بإزاء صاحبه الوزير أبي مروان الزجاجي وكأنه (٩) يخاطبه، ودفنا في بستان كانا كثيرًا ما (١٠) يجتمعان فيه (١١):

يا صاحبي قم فقد أطلنا … أنحن طول المدى هجود

فقال لي: لن تقوم منها … ما دام من فوقنا الصعيد


(١) في (ع، ظ): فيقبض.
(٢) في (الأصل): فأبسطا، والتصويب من (ع، ظ، الحلية).
(٣) في (ظ): وآخر.
(٤) (ثم): ليست في (ظ).
(٥) في (ظ): حال.
(٦) (ابن يزيد): ليست في (ع، ظ).
(٧) قال النسائي: متروك، انظر: الضعفاء والمتروكين له ص (٢٨) رقم ٩٨، وقال ابن معين: كذاب، انظر: الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي ٢/ ١١٤، وقال ابن حبان: كان سبئيًا من أصحاب عبد الله بن سبأ، وكان يقول إن عليًا يرجع إلى الدنيا، كتاب المجروحين ١/ ٢٠٨ رقم ١٧٣.
(٨) أحمد بن عبد الملك أحمد بن بن شهيد، أبو عامر، من العلماء بالأدب والبلاغة، توفي ٤٢٦ هـ، بقرطبة، جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس للحميدي ص (١٢٤).
(٩) في (الأصل): وكان يخاطبه، والتصويب من (ع، ظ).
(١٠) (ما): ليست في (ظ).
(١١) في (ظ): وأنشدوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>