للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ربي الله، وديني الإسلام، فيقولان: فما تقول في هذا الرجل الذي بعث إليكم (١)؟ فيقول: هو رسول الله، فيقولان: وما يدريك؟ فيقول: جاءنا بالبينات من ربنا فآمنت به، وصدقت، قال: وذلك (٢) قوله تعالى: ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾ [إبراهيم: ٢٧]، قال: وينادي (٣) منادٍ من السماء أن قد صدق عبدي، فألبسوه من الجنة، وأفرشوه من الجنة (٤)، وأروه منزله منها، ويفسح (٥) له مد بصره (٦)، ويمثل له عمله في صورة رجل حسن الوجه، طيب الريح، حسن الثياب، فيقول: أبشر بما أعد (٧) الله لك، أبشر برضوان من الله، وجنات فيها نعيم مقيم، فيقول: بشرك الله بخير، من أنت؟ فوجهك [الوجه] (٨) الذي جاء بالخير، فيقول: هذا يومك الذي كنت توعد، أو (٩) الأمر الذي كنت توعد، أنا عملك الصالح، فوالله ما علمتك إلا كنت سريعًا في طاعة الله، بطيئًا عن معصية الله، فجزاك الله خيرًا، فيقول: يا رب أقم الساعة كي أرجع إلى أهلي ومالي، قال: فإن كان فاجرًا وكان في قبل (١٠) من الآخرة، وانقطاع من الدنيا جاءه ملك فجلس عند رأسه فقال: أخرجي أيتها النفس الخبيثة، أبشري بسخط من الله وغضب، فتنزل ملائكة سود الوجوه، معهم مسوح من نار، فإذا قبضها الملك قاموا فلم يدعوها [في يده] (١١) طرفة عين، قال: فتفترق في جسده فتستخرجها تقطع منها العروق والعصب (١٢) كالسفود الكثير الشعب (١٣) في الصوف المبلول، فتؤخذ


(١) في (ع، الطيالسي): فيكم.
(٢) في (ع): فذلك.
(٣) في (ظ): فينادي.
(٤) (وافرشوه من الجنة): ليست في (ظ)، وفي (الطيالسي): وافرشوه منها.
(٥) في (الطيالسي): ويفتح.
(٦) في (ع): البصر.
(٧) في (الطيالسي): أعده.
(٨) ما بين المعقوفتين من (ع، الطيالسي).
(٩) في (ظ، الطيالسي): و.
(١٠) في (الأصل): قيل، والتصويب من (ع، ظ، الطيالسي).
(١١) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ، الطيالسي).
(١٢) من هذا الموضع طمس في بعض الكلمات والأحرف في الأصل، وتوضيحه من (ع، ظ، الطيالسي).
(١٣) في (الأصل): المشعب، والتصويب من (ع، ظ، الطيالسي).

<<  <  ج: ص:  >  >>