للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصاب سعد بن معاذ جراحة فجعله النبي عند امرأة تداويه فمات من الليل فأتاه جبريل فأخبره فقال: إنه مات (١) من (٢) الليلة فيكم رجل لقد اهتز العرش لحب لقاء الله إيّاه، فإذا هو سعد بن معاذ (٣)، قال: فدخل رسول الله في قبره (٤) فجعل يكبِّر ويهلِّل ويسبِّح، فلما خرج قيل له (٥): يا رسول الله ما رأيناك صنعت هكذا (٦) قط؟ قال: إنه ضمه القبر (٧) ضمة حتى صار صار مثل الشعرة فدعوت الله أن يرفه (٨) عنه وذلك أنه كان لا يستبرئ من البول" (٩).

وقال السالمي أبو محمد عبد الغالب (١٠) في كتابه: وأما الأخبار في عذاب القبر فبالغة مبلغ الاستفاضة، منها: قوله في سعد بن معاذ: "لقد ضغطته الأرض ضغطة اختلف (١١) لها ضلوعه، قال أصحاب رسول (١٢)


= باطل لا ينبغي ذكره إلا مقرونًا ببيانه، ومما يدل على بطلان الحكاية المذكورة أن النبي حضر دفن سعد بن معاذ كما ثبت في الحديث الصحيح، وأما قصة المقبورين ففي حديث أبي أمامة عند أحمد أنه قال لهم: "من دفنتم اليوم ههنا فدل على أنه لم يحضرهما"، وإنما ذكرت هذا ذبًّا عن هذا السيد الذي سماه النبي سيدًا وقال لأصحابه: "قوموا إلى سيدكم"، وقال: "إن حكمه قد وافق حكم الله"، وقال: "إن عرش الرحمن اهتز لموته"، إلى غير ذلك من مناقبه الجلية خشية أن يغتر ناقص العلم بما ذكره القرطبي فيعتقد صحة ذلك وهو باطل، فتح الباري ١/ ٣٢٠ - ٣٢١.
(١) في (ع، ظ): لقد مات.
(٢) (من): ليست في (ع).
(٣) (بن معاذ): ليست في (ع).
(٤) (في قبره): ليست في (ظ).
(٥) (له): ليست في (ظ).
(٦) في (ظ): هذا.
(٧) في (ع، ظ): ضم في قبره.
(٨) في (ظ): يرفعه.
(٩) قال ابن الجوزي: هذا حديث مقطوع، وحوشي سعد أن يُقصر فيما يجب عليه من الطهارة، انظر: الموضوعات ٣/ ٥٤٥، ح ١٧٧٣ - والتحويش: التحويل وتحوَّش القوم عني: تنحوا عني، ولعل المراد إبعاد من ذكر في سعد وتنحيته عنه، انظر: لسان العرب ٦/ ٢٩٠ - قلت: وأبو سفيان المذكور في السند هو: طريف بن شهاب السعدي، قال عنه النسائي: متروك الحديث، انظر: الضعفاء والمتروكين ص (٦٠) رقم ٣١٨؛ وقال ابن حبان: كان شيخًا مغفلًا، يهم في الأخبار حتى يقلبها، ويروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات. المجروحين ص (٣٨١) رقم ٥١٦.
(١٠) لم أجد من ذكره أو ذكر كتابه.
(١١) في (ع): اختلفت.
(١٢) (لفظ الجلالة): ليس في (ظ).

<<  <  ج: ص:  >  >>