للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما من أنفذ الله عليه وعيده من المخلطين الذين خلطوا عملًا صالحًا وآخر سيئًا فله مقعدان يراهما جميعًا كما أنه يري عمله شخصين في وقتين أو في وقت واحد، قبيحًا وحسنًا.

وقد يحتمل بأن (١) يراد بأهل الجنة كل من يدخلها كيف ما كان، والله أعلم.

ثم قيل: هذا العرض إنما هو على الروح وحده، ويجوز أن يكون مع جزء من البدن، ويجوز أن يكون عليه مع جميع الجسد فيرد (٢) إليه الروح كما ترد عند المسألة (٣) حين يقعده (٤) الملكان ويقال له: انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدًا من الجنة، وكيف ما كان فإن العذاب محسوس، والألم موجود، والأمر شديد.

وقد ضرب بعض (٥) العلماء لتعذيب الروح مثلًا في النائم فإن روحه تنعم أو تعذب (٦)، والجسد لا يحس بشيء من ذلك.

وقال عبد الله بن مسعود : أرواح آل فرعون في أجواف طيور (٧) سود يعرضون على النار كل يوم مرتين يقال لهم: هذه داركم، فذلك قوله تعالى: ﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا﴾.

وعنه أيضًا: أن أرواحهم في جوف طيور (٨) سود تغدو على جهنم وتروح كل يوم مرتين فذلك عرضها (٩).

وروى شعبة عن يعلى بن عطاء قال: سمعت ميمون بن ميسرة يقول: كان


(١) في (ع، ظ): أن.
(٢) في (ع، ظ): فترد.
(٣) في (الأصل): المسايلة، والتصويب من (ع، ظ).
(٤) في (ظ): يقعدانه.
(٥) (بعض): ليست في (ظ).
(٦) في (ظ): تعذب أو تنعم.
(٧) في (ع): طير.
(٨) في (ع): طير.
(٩) هذا الأثر والذي قبله لم أجده عن عبد الله بن مسعود ، وإنما رواه كل من الطبري في تفسيره ٢٤/ ٧١؛ وابن أبي شيبة في مصنفه ٧/ ٥٤، ح ٣٤١٦٠؛ وهناد بن السري في الزهد ١/ ٢٢١، ح ٣٦٦ كلهم عن الهذيل بن شرحبيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>