للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال كعب: تصير السماء دخانًا وتصير البحار نيرانًا (١).

وقيل: تبديلها: أن تطوى كطي السجل للكتاب (٢).

وذكر أبو الحسن شبيب بن إبراهيم بن حيدرة في كتاب الإفصاح له: أنه لا تعارض بين هذه الآثار، وأن الأرض والسماوات تبدل كرتين إحداهما: هذه الأولى، وأنه سبحانه يغير صفاتها قبل نفخة الصعق فتنتثر أولًا كواكبها، وتكسف شمسها وقمرها وتصير كالمُهل، ثم (٣) تكشط عن رؤوسهم، ثم تسير الجبال ثم تموج الأرض، ثم تصير البحار نيرانًا، ثم تنشق الأرض من قطر إلى قطر فتصير الهيئة غير الهيئة والبنية غير البنية، ثم إذا نفخ في الصور نفخة الصعق طويت السماء ودحيت الأرض، وبدلت السماء سماء أخرى (٤)، وهو قوله (٥): ﴿وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا﴾ [الزمر: ٦٩]، وبدلت الأرض: تمد كمد (٦) الأديم العكاظي، وأعيدت كما كانت فيها القبور، والبشر على ظهورها وفي (٧) بطنها، وتبدل أيضًا تبديلًا ثانيًا، وذلك إذا وقفوا في المحشر فتبدل لهم الأرض التي يقال لها الساهرة، و (٨) يحاسبون عليها وهي أرض عفراء، وهي البيضاء من فضة (٩) لم يسفك عليها دم حرام قط، ولا جرى عليها ظلم قط. وحينئذ يقوم الناس على الصراط وهو لا يسع جميع (١٠) الخلق وإن كان قد روي إن مسافته ألف سنة صعودًا وألف سنة هبوطًا، وألف سنة استواء، ولكن الخلق أكثر ذلك فيقوم من فضل على الصراط، على متن جهنم، وهي كإهالة خامدة الأرض التي قال عبد الله (١١) إنها أرض من نار يعرق فيها البشر فإذا حوسب الناس عليها أعني الأرض المسماة بالساهرة وجاوزوا


(١) ذكره الماوردي في تفسيره ٣/ ١٤٤.
(٢) ذكره الماوردي في تفسيره ٣/ ١٤٤ وعزاه للقاسم بن يحيى.
(٣) (ثم): ساقطة من (ع).
(٤) في (ظ): غيرها.
(٥) في (ع): قوله تعالى، (وهو قوله): ليست في (ظ).
(٦) في (ع، ظ): مد.
(٧) (في): لست في (ظ).
(٨) (الواو): ليس في (ع، ظ).
(٩) في (ع): الفضة.
(١٠) في (ظ): لجميع.
(١١) هو ابن مسعود.

<<  <  ج: ص:  >  >>