للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك يوم الجمعة في النصف من شهر رمضان، فتسير الجبال (١) فتمر مر السحاب فتكون (٢) سرابًا ثم ترتج الأرض بأهلها رجًّا، وهي التي يقول الله جل ثناؤه: ﴿يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (٦) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (٧) قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (٨)[النازعات: ٦ - ٨] فتكون الأرض كالسفينة الموبقة (٣) في البحر تضربها الأمواج فيميد (٤) الناس على ظهرها، وتذهل المراضع (٥)، وتضع الحوامل ما في بطونها، وتشيب الولدان، وتتطاير الشياطين هاربة حتى تأتي الأقطار تتلقاها الملائكة هاربة فتضرب وجوهها، ويولي الناس مدبرين ينادي بعضهم بعضًا، وهي التي يقول الله تعالى: ﴿يَوْمَ التَّنَادِ (٣٢) يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (٣٣)[غافر: ٣٢ - ٣٣]، فبينما هم على ذلك إذ تصدعت (٦) الأرض من قطر إلى قطر، ورأوا أمرًا عظيمًا لم يروا مثله، فيأخذهم (٧) من الكرب والهول (٨) ما الله به عليم، ثم ينظرون إلى السماء فإذا هي كالمهل ثم انشقت وانخسفت شمسها وقمرها وانتثرت نجومها، ثم كشطت السماء عنهم، ثم قال رسول الله : والموتى لا يعلمون شيئًا من ذلك، قلت يا رسول الله فمن استثنى الله ﷿، حين يقول: ﴿فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ﴾ [النمل: ٨٧]، قال: أولئك [هم] (٩) الشهداء عند ربهم يرزقون، إنما يصل الفزع إلى الأحياء، يقيهم الله شر ذلك اليوم، ويؤمنهم منه. وهو عذاب يلقيه الله على شرار (١٠)، خلقه، وهو الذي يقول الله : ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (١)[الحج: ١] أي شديد، فيمكثون في ذلك ما شاء الله إلا أنه يطول عليهم بأطول [يوم عليهم] (١١). ثم يأمر الله إسرافيل فينفخ


(١) في (ع، ظ): فيسير الله الجبال.
(٢) في (ع) ظ) ثم تكون.
(٣) (الموبقة): ليست في (ع، ظ).
(٤) في (الأصل): فيمتد، والتصويب من (ع، ظ).
(٥) في (ع): عما أرضعت.
(٦) في (الأصل، ع): تصعدت، والتصويب من (ظ).
(٧) في (ظ): ذلك.
(٨) (والهول): ليست في (ع، ظ).
(٩) ما بين المعقوفتين من (ع) (ظ).
(١٠) في (ع، ظ): بشرار.
(١١) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ).

<<  <  ج: ص:  >  >>