للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويوم الانكدار، ويوم الانتثار، ويوم التسيير، قال الله تعالى: ﴿وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا (١٠)[الطور: ١٠] (١) مثل: ﴿وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (٣)﴾ ويوم التعطيل، ويوم التسحير، ويوم التفجير، ويوم الكشط، والطي (٢)، ويوم المد لقوله تعالى: ﴿وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (٣)[الانشقاق: ٣] إلى غير ذلك من أسماء القيامة، وهي الساعة الموعود أمرها، ولعظمها أكثر الناس السؤال عنها رسول (٣) الله حتى أنزل الله ﷿ على رسوله: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً﴾ [الأعراف: ١٨٧] وكلما عظم (٤) شأنه تعددت صفاته، وكثرت أسماؤه، وهذا جميع كلام العرب، ألا ترى أن السيف لما عظم عندهم موضعه، وتأكد نفعه لديهم وموقعه، جمعوا له خمس مائة اسم، وله نظائر، فالقيامة لما عظم أمرها وكثرت أهوالها سماها الله تعالى في كتابه بأسماء عديدة، ووصفها بأوصاف كثيرة، منها ما ذكرناه (٥) مما وقع في هذه السور الثلاث.

وقيل (٦): إن الله تعالى يبعث الأيام يوم القيامة على هيئتها فتوقف بين يدي الله، ويوم الجمعة فيها زهراء مضيئة يعرفها الخلائق، فيوم القيامة (٧) يوم يتضمن الأيام كلها فسمي بكل حال يومًا، فقيل: ﴿يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ﴾ [الأنعام: ٧٣]، ثم قيل: ﴿يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (٤)[القارعة: ٤]، ثم قيل: ﴿يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ﴾ [النبأ: ٤٠]، فهذه (٨) حالة أخرى، ثم قيل: ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ﴾ [الحاقة: ١٨]، ثم قيل: ﴿يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا﴾ [الزلزلة: ٦] فهذه أحوال. وقد يجري يوم القيامة بطوله على هذه الأحوال كل


(١) وفي (الأصل) و (ع): ويوم تسير، وتصويبه من (المصحف، م، ظ).
(٢) في (الأصل): ويوم الكشط، وإذا الجبال سيرت ويوم المد، والذي يظهر أن في هذه العبارة تصرف من الناسخ بالإدراج والحذف، وتصويبه من (ع، ظ، م).
(٣) في (الأصل): لرسول، وما أثبته من (ع، ظ، م).
(٤) في (ع): عظمت.
(٥) في (ع): ما ذكرنا.
(٦) في (ع، ظ) ويقال.
(٧) في (ع، ظ): فهو يوم القيامة.
(٨) في (ع): فهو.

<<  <  ج: ص:  >  >>