للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا الجنين بأمه متعلق (١) … يخشى القضاء (٢) وقلبه مذعور

هذا بلا ذنب يخاف جناية … كيف المصر على الذنوب دهور

ومنها: الساعة، قال الله تعالى: ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ﴾ [الروم: ٥٥]، وقال: ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (١٢)[الروم: ١٢] (٣)، ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ (١٤)﴾، وقال: ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾ [غافر: ٤٦] (٤)، وهذا (٥) في القرآن كثير. والساعة كلمة يعبر بها في العربية عن جزء من الزمان غير محدود، وفي العرف: على جزء من أربعة وعشرين جزءًا من يوم وليلة، اللذَيْن هما أصل الأزمنة، وتقول العرب: أفعل كذا الساعة، وأنا الساعة في أمر كذا، تريد الوقت الذي أنت فيه والذي يليه تقريبًا له، وحقيقة الإطلاق فيها أن الساعة بالألف واللام عبارة في الحقيقة عن الوقت الذي أنت فيه وهو المسمى بالآن (٦)، وسميت به القيامة إما لقربها فإن كل آت قريب، وإما أن تكون سميت بها تنبيهًا على ما فيها من الكائنات العظام التي تصهر الجلود وتكسر العظام، وقيل: إنما سميت بالساعة لأنها تأتي بغتة في ساعة، وقيل: إنما سميت بالساعة لأن الله تعالى يأمر السماء أن تمطر بماء الحيوان حتى تنبت الأجسام في مدافنها ومواضعها حيث كانت من بحر أو بر، وتستقل وتتحرك بحياتها بماء الحيوان وليست فيها أرواح، ثم يدعو الأرواح فأرواح المؤمنين تتوقد نورًا، وأرواح الكافرين تتوهج ظلمة، فإذا دعا الأرواح ألقاها في الصور ثم يأمر إسرافيل أن ينفخ في الصور فإذا نفخ فيه خرجت من الصور ثم أمرت أن تلحق الأجساد فتبعث (٧) إلى الأجساد في أسرع من اللمحة، وإنما سميت الساعة لسعي الأرواح إلى الأجساد في تلك السرعة (٨) فهي سايع وجمعها


(١) في (الأصل): معلق هو بأمه، وما أثبته من (ع، ظ).
(٢) في (ع، ظ): القصاص.
(٣) وهذه الآية ليست في (ظ).
(٤) وهذه الآية ليست في (ظ).
(٥) في (ع، ظ): وهو.
(٦) في الأصل): الآن، وتصويبه من (ع، ظ، م).
(٧) في (ع): فتنبعث.
(٨) في (ع): الساعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>