للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها: يوم الجدال: (١) قال الله تعالى: ﴿يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ (٢) تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا﴾ [النحل: ١١١]، أي تخاصم (٣) وتحاج عن نفسها، وجاء (٤) في الخبر أن كل أحد يقول يوم القيامة: نفسي نفسي من شدة أهوال يوم القيامة سوى محمد فإنه يسأل في أمته على ما يأتي (٥). وفي حديث عمر أنه قال لكعب الأحبار: يا كعب خَوِّفْنا هَيِّجْنا حَدِّثْنا نَبِّهْنا، فقال كعب (٦): يا أمير المؤمنين، والذي نفسي بيده لو وافيت يوم القيامة بمثل عمل سبعين نبيًا لأتت (٧) عليك تارات (٨)، ولا يهمك إلا نفسك، وإن لجهنم زفرة لا يبقى لها (٩) ملك مقرب ولا نبي منتخب إلا وقع جاثيًا على ركبتيه حتى إن إبراهيم الخليل ليدلي بالخلة، فيقول: أنا خليلك (١٠) إبراهيم لا أسألك اليوم إلا نفسي، قال: كعب (١١) أين تجد ذلك في كتاب الله؟ قال: قوله تعالى: ﴿يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ " (١٢).

وقال ابن عباس في هذه الآية: ما تزال الخصومة بالناس يوم القيامة حتى تخاصم الروح الجسد، فيقول الروح: رب الروح منك أنت خلقته لم يكن لي يد أبطش بها، ولا رجل أمشي بها، ولا عين أبصر بها، ولا أذن أسمع بها، ولا عقل أعقل به حتى جئت فدخلت في هذا الجسد فضعّف عليه أنواع العذاب ونجني، فيقول الجسد: رب أنت خلقتني بيدك فكنت كالخشبة ليس لي يد أبطش بها، ولا قدم أسعى بها، ولا بصر أبصر به، ولا سمع أسمع به، فجاء هذا كشعاع


(١) في هذا الموضع إلى قوله: وجاء في الخبر أن، سقط في (ظ).
(٢) في (الأصل): أمة، تصويبه من (المصحف وبقية النسخ).
(٣) في (ع): تجادل تخاصم.
(٤) (جاء): ليست في (ع).
(٥) (على ما يأتي): ليست في (ع، ظ)، وانظر ص (٥٩٩).
(٦) (كعب): ليست في (ظ).
(٧) في (الأصل): لأتيت، والتصويب من (ع، ظ).
(٨) في (ع): ثارات.
(٩) (لها): ليست في (ع).
(١٠) في (ع): رب أنا خليلك.
(١١) في (ع، ظ) يا كعب.
(١٢) ذكر نحو هذا الأثر ابن المبارك في الزهد له عن كعب الأحبار ص (٥١)، ح ١٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>