للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر أبو حامد في كتاب كشف علم الآخرة (١) نحوًا مما ذكره (٢) المحاسبي عن ابن عباس والضحاك فقال: إن الخلائق إذا اجتمعوا في صعيد واحد: الأولين والآخرين، أمر الجليل ملائكة (٣) سماء الدنيا أن يتولوهم فيأخذ كل واحد منهم إنسانًا وشخصًا من المبعوثين إنسًا وجنًا ووحشًا وطيرًا وحولوهم إلى الأرض الثانية وهي أرض بيضاء من فضة نورية وصارت الملائكة من وراء العالمين حلقة واحدة فإذا هم أكثر [من] (٤) أهل الأرض بعشر مرات، ثم إن الله سبحانه يأمر ملائكة السماء الثانية فيحدقون (٥) حلقة واحدة فإذا هم مثلهم (٦) عشرون مرة ثم تنزل ملائكة السماء الثالثة فيحدقون من وراء الكل حلقة واحدة وإذا هم مثلهم ثلاثون ضعفًا، ثم تنزل ملائكة السماء الرابعة فيحدقون من وراء الكل حلقة واحدة فإذا هم (٧) أكثر منهم بأربعين ضعفًا، ثم تنزل ملائكة السماء الخامسة فيحدقون من ورائهم حلقة واحدة فيكونون مثلهم خمسين (٨) مرة، ثم تنزل ملائكة السماء السادسة فيحدقون من وراء الكل حلقة واحدة وهم مثلهم ستون مرة، ثم تنزل ملائكة السماء السابعة فيحدقون من وراء الكل حلقة واحدة وهم مثلهم سبعون مرة، والخلق تتداخل وتندمج حتى يعلو القدم ألف قدم لشدة الزحام، ويخوض الناس في العرق على أنواع مختلفة إلى الأذقان وإلى الصدر وإلى الحقوين وإلى الركبتين، ومنهم من يصيبه الرشح اليسير كالقاعد في الحمام، ومنهم من تصيبه البلة، كالعاطش إذا شرب الماء، وكيف لا يكون القلق والعرق (٩) والأرق (١٠) وقد قربت الشمس من رؤوسهم


(١) ص (٦٦ - ٧٢).
(٢) في (ع): مما ذكر.
(٣) في (ع): بملائكة.
(٤) ما بين المعقوفتين من (ع، مصدر المصنف).
(٥) في (ظ): فيتحلقون.
(٦) من هذا الموضع سقط في (ع) إلى قوله: مثلهم ثلاثون.
(٧) (فإذا هم): ليست في (ع).
(٨) في (الأصل): خمسون، وتصويبه من (ع، ظ، كشف علوم الآخرة)؛ لأن موقع الكلمة الأعرابي خبر كان منصوب.
(٩) في (الأصل): الغرق، وتصويبه من (ظ، وكشف علوم الآخرة)، والكلمة ساقطة من (ع).
(١٠) في (الأصل): الأرفت، وتصويبه من (ع، ظ، وكشف علوم الآخرة).

<<  <  ج: ص:  >  >>