للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من بعض أسرار القرآن فتوجل له القلوب وتخشع الأبصار لعظيم (١) نقره وتشتاف (٢) الرؤوس من المؤمنين والكافرين يظنون أن ذلك عذاب يزداد (٣) في هول يوم القيامة، فإذا بالعرش يحمله ثمانية أملاك قدم الملك مسيرة عشرين ألف سنة، وأفواج الملائكة وأنواع الغمام بأصوات التسبيح لهم هرج عظيم لا تطيقه العقول، حتى يستقر العرش في تلك الأرض البيضاء التي قد خلقها الله تعالى لهذا الشأن خاصة، فتطرق الرؤوس وتخنس وتشفق البرايا وترغب (٤) الأنبياء، ويخاف العلماء، ويفزع الأولياء والشهداء من عذاب الله سبحانه إذ لا يطيقه (٥) شيء إذ غشاهم نور حتى غلب على نور الشمس التي كانوا في حرها، فلا يزالون يموج (٦) بعضهم في بعض ألف عام، والجليل سبحانه لا يكلمهم (٧) كلمة واحدة، فحينئذ يذهب الناس إلى آدم فيقولون: يا أبا البشر الأمر علينا شديد، وأما الكافر فيقول: يا رب أرحني ولو إلى النار من شدة ما يرى من الهول، يقولون (٨): أنت الذي خلقك (٩) الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسجدَ لك ملائكته: اشفع لنا في فصل القضاء (١٠)، وذكر أمر الشفاعة من نبي إلى نبي، وأن ما (١١) بين إتيانهم من نبي إلى نبي ألف عام، حتى تنتهي الشفاعة إلى نبينا (١٢) محمد على ما يأتي (١٣) بيانه في (١٤) أمر الشفاعة في أحاديث إن شاء الله تعالى.

ونحو من هذا أيضًا ذكر الفقيه أبو بكر بن برّجان في كتاب


(١) في (كشف علوم الآخرة): لعظم.
(٢) في (الأصل ع، ظ): وتساق، والتصويب من مصدر المصنف.
(٣) في (ع): يزاد.
(٤) في (كشف علوم الآخرة): ترعب، وفي (ظ): الغين غير معجمة.
(٥) في (ع، ظ): الذي لا يطيقه، والأصل متوافق مع (مصدر المؤلف).
(٦) في (ع): يموجون.
(٧) في (ع): لا يكلم.
(٨) في (ع، ظ): فيقولون.
(٩) في (ع): خلقه.
(١٠) نهاية النقل من كشف علوم الآخرة.
(١١) في (ما): ليست في (ع).
(١٢) (نبينا): ليست في (ظ).
(١٣) ص (٥٩٨).
(١٤) في (ع): من.

<<  <  ج: ص:  >  >>