للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيقول: إني دعوت على أهل الأرض دعوة فأهلكوا، ولكن اذهبوا (١) إلى إبراهيم فيأتون إبراهيم فيقول: إني كذبت ثلاث كذبات - ثم قال رسول الله : ما منها كذبة إلا ما (٢) حل بها عن دين الله - ولكن ائتوا موسى فيأتون موسى فيقول: قد قتلت نفسًا، ولكن ائتوا عيسى فيأتون (٣) عيسى فيقول: إني عُبدت من دون الله، ولكن ائتوا محمدًا فيأتون (٤) فأنطلق معهم. قال ابن جدعان: قال أنس: وكأني انظر إلى رسول الله قال: "فآخذ بحلقة باب الجنة فأقعقعها فيقال: من هذا؟ فيقال: محمد، فيفتحون لي ويرحبون، فيقولون: مرحبًا، فأخر ساجدًا، فيلهمني من الثناء والحمد، فيقال لي: ارفع رأسك وسل تعطه (٥)، واشفع تشفع، وقل يسمع لقولك، وهو المقام المحمود الذي قال الله فيه: ﴿عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا﴾ [الإسراء: ٧٩].

قال سفيان: ليس عن أنس إلا هذه الكلمة: "فآخذ بحلقة باب الجنة فأقعقعها" (٦)، قال الترمذي: حديث حسن.

خرَّجه (٧) أبو داود الطيالسي (٨) بمعناه عن ابن عباس فقال: حدثنا حماد بن سلمة قال: ثنا علي بن زيد عن أبي نضرة قال: خطبنا ابن عباس على منبر البصرة فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: قال رسول الله : "ما من نبي إلا وله دعوة، كلهم قد تنجَّزها في الدنيا، وإني ادّخرت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، ألا وإني وإني سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وأول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد تحته آدم ومن دونه ولا فخر، ويشتد كرب ذلك اليوم على الناس فيقولون انطلقوا بنا إلى آدم أبي البشر فيشفع لنا إلى ربنا حتى يقضي بيننا الحديث، وفيه: "فيأتون عيسى


(١) في (ظ): ائتوا.
(٢) (ما): ليست في (ظ).
(٣) (فيأتون): ليست في (ع).
(٤) في (ظ): فيأتوني.
(٥) في (الترمذي): تعط.
(٦) ذكره الترمذي في جامعه ٥/ ٣٠٨.
(٧) في (ع) ظ) وخرجه.
(٨) في مسنده ص (٣٥٣)، ح ٢٧١١؛ وأحمد في مسنده ١/ ٢٨١، ح ٢٥٤٦، حسن لغيره انظر: حاشية مسند أحمد ٤/ ٣٣٠ - ٣٣٢، ٢٥٤٦، ط. مؤسسة الرسالة.

<<  <  ج: ص:  >  >>