للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأدخله الجنة، ثم قال رسول الله ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ﴾ [الأنفال: ١]، فإن الله يصلح بين المؤمنين يوم القيامة".

وعن عبد الرحمن بن أبي بكرة (١) قال: يجيء المؤمن يوم القيامة قد أخذَ صاحبَ (٢) الدَّين فيقول: ديني على هذا، فيقول الله تعالى: "أنا أحق من قضى من عبدي، قال: فيرضى هذا دَينه، ويغفر لهذا" (٣).

قال ابن أبي الدنيا (٤): وحدثني عبد الله بن محمد بن إسماعيل قال: بلغني أن الله أوحى إلى بعض أنبيائه: "بعيني ما يتحمل المتحملون من أجلي، وما يكابدون في طلب مرضاتي، أتراني أنسى لهم عملًا، كيف وأنا أرحم (٥) بخلقي لو كنت معاجلًا بالعقوبة أحدًا أو كانت العقوبة من شأني لعالجت بها القانطين من رحمتي، ولو يرى عبادي المؤمنون كيف أستوهبهم ممن ظلموه ثم (٦) أحكم لمن وهبهم بالخلد المقيم في جواري إذا ما اتهموا فضلي وكرمي (٧) ".


(١) هكذا في جميع النسخ بما فيها مسودة المؤلف، وفي (حسن الظن باللَّه تعالى): ابن أبي بكر، ولم يتبين لي الصواب لوجود عدد من الأعلام بكلا الاسمين، انظر: تقريب التهذيب ١/ ٣٣٧.
(٢) في (ظ) آخذ صاحب الدين بيده.
(٣) أخرجه ابن أبي الدنيا في كتابه حسن الظن باللَّه تعالى ص (١١٠)، ح ١١٧، وفي سنده الوليد بن مروان، قال عنه أبو حاتم في الجرح والتعديل ٩/ ١٨: مجهول، وكذا قال ابن حجر في لسان الميزان ٦/ ٢٢٦.
(٤) في كتابه حسن الظن باللَّه تعالى ص (٩٧)، ح ٩٠ فقد ذكره عن شيخه بلاغًا؛ ورواه أبو نعيم في الحلية ٤/ ٦٠ عن وهب بن منبه، وهو ممن يروي الإسرائيليات.
(٥) في (الأصل): وأنا أرحم الراحمين، وما أثبته من (ع، ظ، وحسن الظن، وفي حسن الظن: وأنا الرحيم).
(٦) في (الأصل): حتى، وتصويبه من: (ع، ظ، م حسن الظن باللَّه تعالى).
(٧) هكذا العبارة في جميع النسخ بما فيها حسن الظن باللَّه تعالى وكتاب الحلية، الذي يظهر والعلم عند الله تعالى أن المراد: إذا لم يظنوا أني لا أتكرم عليهم بإرضاء خصومهم والعفو عنهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>