للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتطؤه بأظلافها، كلما مر عليه أولاها رد عليه أخراها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار. وذكر الحديث أخرجه البخاري (١) بمعناه.

وروى مالك (٢) موقوفًا والنسائي (٣) والبخاري (٤) مرفوعًا عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "من آتاه الله مالًا فلم يؤد زكاته مُثِّل له يوم القيامة شجاع أقرع له زبيبتان (٥) يطوقه يوم القيامة ثم يأخذ بلهزمتيه يعني شدقيه، ثم يقول: أنا مَالُكَ أنا كنزكَ، ثم تلا: ﴿وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ﴾ [آل عمران: ١٨٠] الآية.

وذكر مسلم (٦) من حديث جابر قال: ولا صاحب كنز لا يفعل فيه حقه إلا جاء كنزه يوم القيامة شجاعًا أقرع يتبعه فاتحًا فاه، فإذا أتاه فر منه، فيناديه خذ كنزك الذي خبأته، فإنه عنه غني (٧)، فإذا رأى أن لا بد له منه سلك يده في فيه فيقضمها قضم الفحل". وذكر الحديث.

عن أبي هريرة قال: "قام فينا رسول الله ذات يوم فذكر الغلول وعظّم أمره، ثم قال: لا ألفينّ أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء يقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئًا قد أبلغتك (٨)، لا ألفينّ أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرس له حمحمة يقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئًا قد أبلغتك، لا ألفينّ أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء فيقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئًا قد أبلغتك (٩)، لا ألفينّ أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته نَفْسٌ لها


(١) في صحيحه ٢/ ٥٠٨، ح ١٣٣٧.
(٢) في الموطأ ١/ ٢٥٦، ح ٥٩٨.
(٣) في المجتبى ٥/ ٢٨، ح ٢٤٥٤.
(٤) في صحيحه ٢/ ٥٠٨، ح ١٣٣٨.
(٥) هما نكتتان سوداوان فوق عينيه. الصحاح ١/ ١٤٢.
(٦) في صحيحه ٢/ ٦٨٤، ح ٩٨٨.
(٧) في (الأصل، ع): فأنا عنه غني، وتصويبه من (ظ، مسلم).
(٨) في (الأصل): بلغتك، وما أثبته من (ع، ظ، صحيح مسلم).
(٩) قوله: لا ألفينّ أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء فيقول: يا رسول الله أغثني فأقول: لا أملك لك شيئًا أقد أبلغتك، ساقط من (ع).

<<  <  ج: ص:  >  >>