للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتعقد لهم راية وتجعل بيد شعيب فيصير أمامهم ومعهم ملائكة النور ما لا (١) يُحصي عددهم إلا الله تعالى يزفونهم كما تزف العروس، فيمر بهم على الصراط كالبرق الخاطف وصفة أحدهم الصبر والحلم كابن عباس ومن ضاهاه من الأمة، ثم ينادى أين أهل البلاء ويريد المجذومين فيؤتى بهم ويحييهم الله بتحية طيبة بالغة، فيؤمر بهم إلى ذات اليمين ويعقد لهم راية خضراء وتجعل بيد أيوب فيصير أمامهم ذات اليمين، وصفة المبتلى صبر وحلم وعلم (٢) كعقيل بن أبي طالب ومن ضاهاه من الأمة، ثم ينادى: أين الشباب المتعففون؟ فيؤتى بهم إلى الله فيرحب نعمًا، ويقول: ما شاء الله أن يقول ثم يؤمر بهم ذات اليمين، وتعقد لهم راية خضراء ثم تجعل في يد يوسف ويصير إمامهم إلى ذات اليمين، وصفة الشباب (٣) صبر وحلم وعلم كراشد بن سليمان (٤) ومن ضاهاه من الأمة، ثم يخرج النداء: أين المتحابون في الله؟ فيؤتى بهم إلى الله تعالى فيرحب بهم ويقول ما شاء الله أن يقول، ثم يأمر (٥) بهم إلى ذات اليمين، وصفة المتحاب في الله صبر وحلم وعلم (٦)، ولا يسخط ولا يسيئ من رضي الأحوال الدنيوية (٧) كأبي تراب، أعني: علي بن أبي طالب ومن ضاهاه من الأمة، ثم يخرج النداء: أين الباكون؟ فيؤتى بهم إلى الله ﷿ فتوزن دموعهم ودم الشهداء ومداد العلماء فيرجح الدمع، فيؤمر بهم إلى ذات اليمين وتعقد لهم راية ملونة لأنهم بكوا في أنواع مختلفة، هذا بكى خوفًا، وهذا بكى ندمًا، وهذا بكى طمعًا (٨)، وتجعل بيد نوح ،


(١) (لا): ليست في (ظ).
(٢) في (ع): علم وحلم، والأصل متوافق مع مصدر المؤلف.
(٣) في (ع، ظ): الشاب، متوافق مع مصدر المؤلف، و (ع، ظ) متوافقتان مع نسخة مصدر المؤلف.
(٤) لم أقف على من ترجم له أو ذكره.
(٥) في (الأصل): يؤمر، وما أثبته من (ع، ظ، كشف علوم الآخرة).
(٦) في (ع، كشف علوم الآخرة): علم وحلم.
(٧) في (ظ): الدنياوية.
(٨) في (ع): وهذا بكى طمعًا وهذا بكى ندمًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>